ويلات الحرب في سورية!
لايمكن التعويل على الإحصاءات السريعة التي تنشر عادة في الصحافة حول خسائر الحرب في سورية، ومع ذلك تبدو المعطيات التي تستقصي عنها الصحافة نوعا من المؤشرات المهمة لمراقبة الظواهر التي أنتجتها الحرب ..
والحديث عن هذا الموضوع يكشف تلقائيا عن أرقام تقارب الخيال، بدءا من الاقتصاد وصولا إلى الإعاقة، فإذا كانت خسائر المنشآت الصناعية وحدها تقارب تريليون ليرة سورية حسب إعلان صحيفة تشرين قبل أسابيع، فماهي تكاليف الحرب على الأصعدة العسكرية والاقتصادية والنفسية والثقافية والبيئية وغيرها من التصنيفات ؟!
وتكشف صحيفة تشرين أن أكثر من 70% من حجم الصناعة الوطنية بشقيها العام والخاص، قد تضررت خلال الحرب حيث قدر وزير الصناعة كمال الدين طعمة في تصريح لـ”لتشرين” قيمة الأضرار التي أصابت القطاع الصناعي بشقيه الخاص والعام أكثر من ألف مليار ليرة وفق تقديرات القيمة الدفترية، في حين قدرت الأضرار وفق تقديرات القيمة الاستبدالية بثمانية أضعاف الرقم المذكور.
وفي تقرير “للاتحاد العام للعمال” إشارة إلى أنه وحسب التقرير المشترك “للاسكوا والمعهد الملكي للشؤون الدولية” فإن الخسائر التي طالت سورية نتيجة الحرب بلغت نحو 275 مليار دولار.
كما يشير التقرير إلى تراجع المؤشرات المادية ومعدل النمو الاقتصادي إلى حد النمو السلبي في بعضها من خلال تراجع الناتج الإجمالي المحلي خلال السنوات الخمس بأكثر من 55% من حوالي 60 مليار دولار إلى حوالي 27 مليار دولار وفق أسعار عام 2010 حيث بلغ عام 2015 مقارنة مع 2014 ما نسبته 19% والمتوقع بأن يشهد تراجعاً إضافياً عام 2016 بنسبة 8%.
وأوضح التقرير أن أكثر القطاعات تضرراً هما الزراعي بشقيه النباتي والحيواني والقطاع الصناعي بانخفاض المساحات المزروعة بنسبة 40% وكذلك الشق الحيواني بنسبة 40% ماانعكس سلباً على مدخلات الإنتاج للقطاع الصناعي.
وتأتي هذه المعلومات لتلفت النظر إلى أن هناك أثارا أخرى للحرب على الإنسان نفسه ، يأتي في طليعتها ارتفاع عدد الضحايا من مدنيين وعسكريين ، وقد اهتمت إحدى الصحف المعارضة السورية في موضوع المعاقين نتيجة الحرب، فأشارت صحيفة قاسيون المعارضة من خلال تقرير للصحفية أروى مصطفى إلى أن عدد هؤلاء تجاوز مليون ونصف المليون معاق !!
وجاء في التقرير إنه ورغم الاهتمام الدولي بالحرب في سورية والتهافت للتصريح بضرورة إنهاء معاناة الشعب فيها، لم تتمكن حتى اللحظة أية جهة دولية أو محلية سواء كانت حكومية أو أهلية من توثيق وإحصاء رقم صريح لعدد المتضررين من الصراع والمصابين بإعاقات أو تشوهات دائمة. وكان آخر تقرير نشرت نتائجه حول آثار الحرب في سورية، صدر عن المركز السوري لبحوث السياسيات، ونشرته جريدة «الغارديان» البريطانية، حيث أظهر أن 1.9 مليون أصيبوا جراء الصراع، كما تراجع متوسط الأعمار المتوقع من 70 عاماً في 2010 إلى 55.4 عاماً في 2015.
وأوضحت صحيفة قاسيون المعارضة أن الحكومة نفسها اعترفت في عدة مناسبات بغياب إحصاء دقيق أو تأشيري للمعوقين في البلاد، بما يساعد في وضع خارطة عمل ناجحة، في حين تشير الإحصاءات الصادرة عن الهيئة العامة للطب الشرعي الصادرة في 2015 إلى وجود مليون ونصف معاق ممن فقدوا أحد أعضائهم، لكن لم يتم نشر بيانات تفصيلية حول تلك الإحصائية.
وعلى صعيد الأطفال كشفت صحيفة قاسيون أن آخر إحصائية صادرة عن مركز بحوث للدراسات نهاية عام 2014، قالت إن عدد الأطفال الذين أصيبوا بشلل الأطفال بعد بداية الحرب هو 80 ألف طفل، بينما بلغ عدد الأطفال السوريين ممن هم بحاجة إلى العناية العاجلة 5 مليون طفل.