يا للعجب ..!!
لفتني خبر تم تداوله على التويتر والفيسبوك .. غريب من نوعه فدفعني فضولي لقراءة التعليقات لأتفاجأ بكم التشهير والتجريح والاهانة الموجود بين السطور ضد المرأة بشكل عام وضد امرأة حاولت أن تقوم بشيء غير مألوف وخارج عن المنطق الديني .. فبحثت عن الخبر على صفحات النت لأجده هكذا:
(( امرأة سورية تلقي خطبة الجمعة في تورنتو بكندا في أول أيام العيد :
حيث توجهت الكاتبة والمفكرة السورية، عفراء جلبي، إلى مركز النور الثقافي في مدينة تورنتو الكندية، وألقت خطبة العيد هناك، في خطوة، لم تسبقها إمرأة سورية إليها من قبل.”
شهد المكان وقوف المرأة والرجل جنباً إلى جنب، الخطيبة والإمام، وهو ما وصفته جلبي عبر حسابها على فايسبوك، قبل ذهابها إلى تورنتو، بأنه جزء من جهادها ضد التطرف، للمحافظة على إسلام تحديه السابق والحالي، هو المساواة.))
يعنيني صراحة أن أقيّم فعلها، وليس لي حق في تحليله من منطلق ديني هل يجوز صراحة أم لا. ما يعنيني حقاً هو كم الإهانات والتجريح والتكفير الذي يتفاخر به شعبنا الأبي على صفحات التواصل الاجتماعي، وأسلوب النقد التجريحي الشخصي الذي ما زال مسيطراً على أسلوبهم في التعبير عن رفضهم أو احتجاجهم على حدث ما أو فعل جديد .. فيتباهون بمن يملك موسوعة ألفاظ نابية أكبر وأشد قبحاً .. ويستمدون سلطتهم من العلي القدير ليحكموا على الناس ويضعونهم في خانات الزندقة والتكفير ..
أضف إليه نظرتهم السطحية المستخفة للمرأة باعتبارها إنسان درجة ثانية وتابعة لسلطة وتسلط الذكر .. وكم التحقير والتسخيف لدورها وحصره في الإنجاب والأسرة ..
هذا الأسلوب البدائي غير المتحضر في التعبير عن وجهة النظر هو أكثر ما لفت نظري .. وجعلني ألفت نظر قارئنا العزيز إلى ضرورة الوعي والانتباه إلى الكلمات والتعابير المستخدمة في النقد لكي لا يتحول النقد البناء إلى نقد هدام يدمرنا بهمجية كلماته ويضعنا في زاوية التقوقع والخوف من التعبير عن رأينا خوفاً من التعرض للنقد اللاذع الجارح.
هذا الأسلوب المسيء للشخص والمهين للمرأة وغير الناضج بكلماته هو أكثر ما يميزنا اليوم في ظل هذه الفوضى العارمة التي نعيشها، والذي لعب دوراً أساسياً في تدميرنا أخلاقياً وإنسانياً .. وأضيفت إليه لغة الطائفية والتحريض والاقصاء.
وعليه، فإن لم نرتق بمستوى كلماتنا ونقدنا سنبقى حبيسي الجهل، والتخلف، والتطرف.