بين قوسين

يا مؤثري السوشيال ميديا اتحدوا !!!

جولي الياس خوري

لنتكلم سوري بصراحة. لقد عمل النظام البائد على ربط الإرهاب بالسنة، وربط المعارضة بالإرهاب، فكانت حجته خلال ١٣ سنة الماضية أن محاربة المعارضين هي محاربة للإرهاب والخيانة.

كما، ربط المسيحي بالجبن والخوف، وأوحى ورسخ في عقله  بأنه هو النظام  الحامي الوحيد للمسيحيين من الإرهاب الذي يسعى للقضاء عليه بالقضاء على الارهابيين.

أما العلوي، فقد ظهر على أنه “الشبّيح” الداعم والمساند للنظام في حربه الشرسة ضد الارهاب ، وواجبه الاول والاوحد هو حماية النظام، وإلا فإن الإرهاب سيقضي عليه.

بهذه الطريقة، استطاع النظام أن يخلق صورة نمطية لكل طائفة ودين ومكوّن داخل سوريا، مما دفع الناس إلى تقييم بعضهم البعض وإطلاق الأحكام بناءً على الاسم أو الكنية أو المنطقة. لقد رأينا ذلك وعايشناه في سياسته المقيتة، حتى على الحواجز.

هذا الأمر خلق حالة من “الفوبيا” بين الناس، ليست فقط “إسلاموفوبيا”، بل كل أنواع الفوبيا!

لا يمكن لأحد إنكار هذا الواقع، ولكن التصدي له يحتاج إلى وعي، ووعي من كافة الأطراف، وخاصة من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين قد ينجرّون أحياناً إلى هذه اللعبة القذرة ويعززون الخوف والطائفية بأسلوب التهجم والتخوين والشخصنة عند تناولهم هذه القضايا.

نحن نعلم من هم أهل بلدنا، ونعرف إيمانهم وإنسانيتهم، ولكن لا يمكننا إنكار خمس وخمسين سنة من ترسيخ الفكر الطائفي الإقصائي. لذا، علينا أن نكون أكثر حذراً في كلماتنا وأسلوبنا، وأن نركّز على الاحتواء وبثّ الطمأنينة ونشر الوعي والحقيقة.

التعميم خطأ، والانتقامات خطأ، والتهجم والتخوين والشخصنة خطأ. يجب أن نشير إلى الخطأ ونعمل على معالجته بوعي. وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال قانون ودستور ودولة حريات. لذا، علينا أن نرفض أي ممارسة أو تصرف يعزز الخوف، وأن نؤكد على أننا شعب واحد.

يا مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، كلماتكم لها أثر كبير، فاحرصوا على اختيارها بحكمة. دعونا ننشر الخير والكلمة الطيبة والوعي، ونعمل معاً لبناء وطن يليق بأبنائه.

بوابة الشرق الأوسط الجديدة

 

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على الفيسبوك

لزيارة موقع بوابة الشرق الاوسط الجديدة على التويتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى