“يديعوت أحرونوت”: قطار المفاوضات الغربية مع إيران غادر المحطة
محاولات دفع إيران نحو التراجع عن التفاوض لاسترجاع حقها في الاتفاق النووي من خلال إحداث أعمال إرهابية في داخل اليلاد “باءت بالفشل”، في ظل اقتراب معلن من تحقيق تقارب بالمباحثات.
كتب الخبير بالشؤون الإيرانية في “معهد أبحاث الأمن القومي”، راز تسيمت، مقالاً في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية حول المباحثات الإيرانية مع أطراف خطة العمل الشاملة المشتركة، وهذه ترجمته:
في ختام أسبوع من المباحثات في فيينا، يبثّ المشاركون في محادثات النووي تفاؤلاً حذراً. نائب وزير الخارجية الإيرانية، عباس عراقتشي، قدّر أنه رغم الخلافات سيكون بالإمكان البدء بصياغة مسودة اتفاق يمكّن من عودة الولايات المتحدة وإيران إلى التزاماتهما من سنة 2015.
لا زال من السابق لأوانه تقدير ماهية نتائج المحادثات وما إذا ستتمكن الأطراف من التغلب على الخلافات بين إيران والولايات المتحدة.
في الأيام الأخيرة شدد مسؤولون إيرانيون على إصرار طهران على الرفع الكامل لكل العقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة؛ تلك التي أُعيد فرضها بعد انسحاب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وتلك التي فُرضت عليها بسبب تورطها في الإرهاب وانتهاكات حقوق الانسان. كما أن إيران تواصل طلبها برفع العقوبات قبل أي عودة إلى التزاماتها في الاتفاق.
مع هذا، من الواضح من الآن أن من أمِل أن يكون التخريب في المنشأة النووية بـ”نطنز”، في الأسبوع الماضي، سيؤدي إلى ترك إيران لمحادثات النووي في فيينا، ونسف احتمالات العودة إلى الاتفاق النووي خاب أمله.
رغم دعوات من محافل راديكالية في إيران إلى وفد بلادها للعودة إلى إيران رداً على التخريب المنسوب لـ”إسرائيل”، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لن تقع في الفخ الذي نصبته لها “إسرائيل” ورفْض استئناف المفاوضات.
أضف أنه كان هناك من قدّر أن ضرب قدرة تخصيب اليورانيوم سينزع من إيران ورقة مساومة مركزية في المفاوضات، وسيُقنع دول الغرب بأن الوقت يعمل لصالحها. إلا أنه سرعان ما تبين أنه ليس فقط أن إيران لم تخسر إحدى وسائل ضغطها المركزية، بل إن التخريب وقرار إيران بالبدء بالتخصيب بنسبة 60% – وهو أعلى مستوى أبداً – زادا فقط من شعور الضغط في الغرب.
القلق في الغرب من استمرار التصعيد تُسهم فيه أيضاً “نافذة الفرص” القصيرة المتبقية لغاية الانتخابات الرئاسية في إيران، في حزيران/يونيو، وتهديدات طهران بالحد من التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية.
إذاً، يبدو أنه في طهران وفي واشنطن نضج القرار للعودة إلى الاتفاق النووي. حسناً تفعل “إسرائيل” إذا استوعبت أنه في نهاية المطاف سيتم على ما يبدو إيجاد الصيغة التي تمكّن من ترميم الاتفاق، وأن تحاول التأثير على الخطوات الأميركية للدفع نحو “اتفاق أطول وأفضل” بعد استئناف الاتفاق الأصلي.
يديعوت أحرونوت