يقظة المغرب تحبط تسلل بوليساريو لاجتماع ‘تيكاد’ بوثائق جزائرية
أفشلت اليقظة المغربية محاولة بوليساريو التسلل إلى جلسات تحضيرية تعقد في طوكيو استعدادا لاستضافة النسخة الثامنة لقمة ‘تيكاد’ الإفريقية اليابانية المقررة في السنة المقبلة، بعد أن تفطنت بعثة المغرب لدخول شخص بوثائق جزائرية مزورة لقاعة الجلسات بجواز سفر جزائري وجلوسه ومن ثمة وضعه لافتة كتب عليها اسم الكيان غير الشرعي المسمى ‘الجمهورية العربية الصحراوية’.
والتلاعب وتزوير الوثائق ومحاولة الإيحاء بوجود قبول واعتراف من قبل بعض الدول خلال مؤتمرات دولية أو مناسبات إقليمية، بالجبهة الانفصالية، فعل دأبت الجبهة على انتهاجه بدعم وتغطية سياسية من الجزائر.
وعلى خلاف قمة ‘تيكاد’ التي احتضنتها تونس في العام 2022 والتي زار خلالها كبير الانفصاليين إبراهيم غالي العاصمة التونسية واستقبله حينها الرئيس التونسي قيس سعيد في خطوة بدت بترتيب جزائري كانت أثارت أزمة مع المغرب، تمكنت البعثة المغربية في طوكيو من إحباط هذا التلاعب ومنع حضور القيادي الانفصالي الذي تسلل للقاعة على أنه من الوفد الجزائري.
وتبدو هذه الواقعة محاولة من بوليساريو توريط اليابان في النزاع المفتعل والإيحاء ولو بالتقاط صورة أن طوكيو تعترف ببوليساريو وتدعم طروحاتها الانفصالية تحت عنوان ما يسمى بتقرير المصير، بينما من المعلوم أن اليابان لا تدعو إلى قمم ‘تيكاد’ سوى الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
وبحسب مصادر حضرت أشغال الاجتماع التحضيري بادر الوفد المغربي بمجرد جلوس القيادي الانفصالي الذي كان يحمل وثائق هوية مزورة على طاولة الاجتماع وإخراجه يافطة كتب عليها اسم الكيان غير الشرعي، بالاحتجاج ورفض هذا الأمر وطالب بإزالة اليافطة.
واستدعى الاحتجاج المغربي على الفور تدخل الخارجية اليابانية للتوضيح ولكشف ملابسات ما حدث، إذ أكدت على مسامع المشاركين في الاجتماع أنها لم توجه دعوات إلا للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لتكشف بذلك تلاعب الجزائر والجبهة الانفصالية في واقعة تعتبر انتهاكا لكل الأعراف الدبلوماسية ومحاولة للزج باليابان التي تربطها علاقات وثيقة مع المغرب، في نزاع الصحراء المفتعل.
وتدرك طوكيو جيدا حساسية هذا الملف وأن مغربية الصحراء قضية سيادية وخط أحمر بالنسبة للمملكة وتقف على الحياد في هذه القضية وتؤيد في الوقت ذاته المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.
وكان واضحا أن المسرحية التي تعتبر سخيفة وساذجة بكل المقاييس، كان المراد منها إثارة ضجيج لا غير والتقاط صور يمكن توظيفها سياسيا والترويج لها على أنها حضور حقيقي للجبهة الانفصالية في الجلسات التحضيرية لقمة ‘تيكاد’.
وتتخذ بوليساريو عبر أذرعها الإعلامية وعبر الإعلام الجزائري المساند من هذه الصور وسيلة لإيهام المحتجزين في مخيمات تندوف والدول الافريقية بأن لها وجود وحضور واعتراف من قبل دول وازنة وفاعلة وهو خداع دأبت عليه طيلة عقود النزاع المفتعل.
وبدا واضحا أيضا أنه جرى الإعداد لهذا التلاعب والخداع في الجزائر والتقاط اللحظة التي ظهر فيها القيادي الانفصالي وأمامه يافطة كتب عليها اسم الكيان الوهمي، للترويج لها في وسائل الإعلام الجزائري والحديث على ‘انتصار دبلوماسي’ هو في الحقيقة مجرد وهم ويبقى مجرد ضجيج فارغ بلا أثر سياسي.
ومحاولة الخداع المكشوفة التي أفشلها الوفد المغربي سريعا كان يراد منها أيضا الالتفاف على قرار الاتحاد الافريقي الذي حسم في هذا الأمر بقرار يمنع حضور أي طرف غير عضو في الأمم المتحدة من المشاركة في اللقاءات والقمم ذات الطابع الدولي التي تجمع هذه المنظمة الإفريقية بشركائها الدوليين على غرار اليابان وروسيا وكوريا.
ميدل إيست أون لاين