يوميات الحرب في سورية !

أيلول 2016

البحر نام على يدي ..
دغدغته اصابعي التي ترسم على الرمل، فنااااام!
زحف موج كثير على الشاطئ ..
صحا البحر فجأة ..رآني ..
كنت أرسم وردة ذابلة !
نظر إلي بغضب، ثم محاها بموجة عالية !

***

لو أني ذرة غبار نحتتها الريح
كنت سافرت في الوديان والسهول..
إلى آخر العالم !

***

الطابة ، تضربها فتعود إليك ..
تفعل ذلك إذا كانت يائسة وارتطمت في جدار ..
أنا …سأشتري طابة ..
وأضربها نحو السهول الواسعة ..كي ألحقها ، وألحقها .. ولاتعود !

***

أخذتم كل شيء ، الله لايسامحكم !!!
أريد حصة من هذا الوطن :
سبعة أرغفة أسبوعيا . لكل يوم رغيف ..
قطرميز جبن أبيض لكل يوم قطعة ..
شجرة وارفة وتحتها مرج أخضر ومقعد ..
اثنا عشر كتابا سنويا ، لكل شهر كتاب !
عصا أتوكأ فيها على عجزي ..
كدسة أوراق وقلم حبر لايجف ..
كأس ماء نظيف من ينابيع الشام عندما أعطش !
ثم أريد أربعة أذرع مربعة من تراب وطني لأدفن فيها ..
هذا حقي !

***

هدهدتني الحكايات ذات مرة كي أنام ، فلم أنم ..
لا الذئاب أخافتني ولا الضباع ولا الغيلان ولا العسس ..
أخافتني وجوه الناس اليائسة من حولي !

***

ماذا لو عاد الجميع إلى سورية ؟
ماذا لو جلسوا في مطعم واحد وتبادلوا النظرات ؟
ماذا لو دخلت طفلة سورية، وسألت عن أبيها وأمها وأخوتها وبيتها الذي كان؟
ماذا سنقول لها؟
وماذا سنقول لبعضنا البعض ؟!

***

اتركني أيها اليأس .
لماذا تلحق بي .. اتركني سنة واحدة أحلم بزمن أحلى !

***

آخر يوم في أيلول 2016 ، يوم الجمعة :

المعارك منذ الفجر طاحنة في قدسيا .. نحن على بعد مئات الأمتار!

وقت بتطلع القذيفة يالطيف تلطف بترج الأرض، وبتزمر السيارات، وبتعوي الكلاب!

ومن غرائب الصدف أن محرك الفيس بوك أرسل لي هذا الصباح تعليقا كنت كتبته في التلفزيون أثناء معركة الأركان عام 2012 والتي وقعت أيضا على بعد أمتار منا، وهاهو التعليق مع تاريخه :

قبل ثلاثين سنة وأكثر قرأت في مجلة العربي الكويتية قصة عن شخص يخاف من خطوط التوتر العالي القريبة منه، ودائما تسيطر عليه هواجس الكهرباء إلى أن انقطع أحد خطوط التوتر العالي ودخل إلى غرفته من النافذة وقتله !

هذه قصتي مع الإنفجارات .. بعد سبع انفجارات قريبة مني .. ملّت. كانت تريدني أن أخافها، ولا أخفيكم خفت عند تفجيرات الأركان ، فهي بعيدة عني نحو مئتي متر تقريبا، لكنها لم تشغلني كثيرا .. لذلك أفكر حاليا بكتابة قصة عن ((صاحب السعادة)) الانفجار !

فهل سيدخل الانفجار من النافذة ؟!

هو حر ، وقد جاء في القرآن الكريم : ولاتدري نفس بأي أرض تموت !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى