يوميات سورية
“ليس ضرورياً إرسال الذكريات إلى المشرحة… للتأكد من زمن موتها”
__________________________________________
سأختار من يوميات شهر كانون أول 2013، قبل سنتين من الآن، لأرى بأي قلم منهك دونت مفردات تلك الأيام ؟
1 كانون أول/ ديسمبر 2013
كسينجر (وزير خارجية أمريكا الأسبق) أستاذ صالح لتعليم التفاوض السوري ـ السوري. لكن كسينجر صار عجوزاً.
مرة، في إحدى اللقاءات، استاءت منه رئيسة وزراء إسرائيل (غولدا مائير) أثناء المفاوضات مع مصر 1974 فقالت له:
ـ لا تنس سيد كسينجر…إنك يهودي.
فأجاب:
ـ سيدة مائير…أنا أمريكي أولاً. وزير خارجية ثانياً. و…يهودي ثالثاً.
فقالت على الفور:
ـ أظنك سيد كسينجر لم تنس أننا، بالعبرية، نقرأ من اليمين إلى اليسار.
3 كانون أول/ ديسمبر 2013
كلمتين يا مصر…
يمكن هما آخر كلمتين:
حدّ ضامن يمشي آمن؟
أو مأمّن يمشي فين؟
تعالوا، في يوم وفاة الشاعر أحمد فؤاد نجم، نحزن على حالنا معه.
6 كانون أول/ ديسمبر 2013
“في بلادي لا بد من الذهاب إلى السجن أولاً، قبل أن تصبح رئيساً”ـ نيلسون مانديللا.
في بلادنا…مانديللات سجن فقط.
10 كانون أول/ ديسمبر 2013
لا أرى في الأطراف “المتحاربة” ما يدعو إلى وقف الحرب.
ولا أرى في الأطراف “المتحاورة” إمكانية وقف الحرب.
جنيف…إذن،هي معجزة المفاوضات في هذا القرن،
وسورية بطل في ورطة.
12 كانون أول/ ديسمبر 2013
في هذه الساعة في ليل العاصفة…أحاول أن أدلل البغضاء، وأتملق الكراهية، وأساوم مصدر ثقافتها، لتدلني، في هذا الليل العاصف، على واحدة من أجمل مفردات الحب، تحت بطانية دافئة…اللمس.
12 كانون أول/ ديسمبر 2013
الثورات…تحتاج إلى شيء من الجدّية.
والأنظمة كذلك.
13كانون أول/ ديسمبر 2013
أمس…
قرأت أشعاري الجديدة، المتقشفة، الموجزة ، التي تشبه وشماً يتلاشى على نهد يتخفى.
وجدت في الأشعار… شخصاً يرفع في وجه الزمن غصناً لا عصا.
غصن لا يؤلم عقرباً صغيراً من … الثواني !