يوميات (قديمة)
دائماً هناك طريقة أفضل لحل المشكلة…ابحث عنها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1-
الملك السعودي فيصل أرسل في خريف العام 1966 رسالة إلى الرئيس الأمريكي ليندون جونسون يقول فيها:
“أتقدم إليكم بالاقتراحات التالية:
1 ـ أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل للقيام بهجوم خاطف على مصر، تستولي فيه على أهم الأماكن حيوية في مصر. لكي تنشغل مصر بإسرائيل عنّا، مدة طويلة، لن يرفع بعدها مصري رأسه خلف قناة السويس، في محاولة لإعادة مطامع محمد علي وعبد الناصر في وحدة عربية.
2 ـ سورية هي الثانية، يجب ألا تسلم من هذا الهجوم، مع اقتطاع جزء من أراضيها، لكي تتفرغ، هي الأخرى، فتندفع لسد الفراغ بعد سقوط مصر.
3 ـ لا بد أيضاً من الاستيلاء على الضفة الغربية وغزة كي لا يبقى للفلسطينيين أي مجال للتحرك، وحتى لا تستغلهم أي دولة عربية بحجة تحرير فلسطين. وحينئذٍ ينقطع أي أمل للخارجين منها بالعودة إليها، كما سيسهل توطين الباقي، في الدول العربية”.
ويختم الملك رسالته الطويلة: “أنتم ونحن ، متضامنين جميعاً ، سنضمن لمصالحنا المشتركة، ولمصيرنا المتعلق بتنفيذ هذه المقترحات، أو عدم تنفيذها…”
ويختم: “بعد تنفيذ هذه المقترحات… لا مانع لدينا من تقديم معونات إلى مصر وشبيهاتها من الدول العربية اقتداء بهذا القول: “ارحموا شّرير قوم ذلّ” ، وكذلك لاتقاء أصواتهم الكريهة في الإعلام.
-2-
“إننا ننتظر الأوامر للوصول إلى حقول النفط. وهذا ليس بالأمر الذي يستغرق طويلاً. تكفي “زلّة قدم” لكي نصبح سادة تلك الثروة التي تذهب هدراً بسبب التعامل البربري معها”.
هذا كلام البريغادير الإسرائيلي شلومو أهارون، منتصف الثمانينات .
الحاخام موردخاي إلياهو كان يشرح، كعالم جيولوجي، وجود حصة لإسرائيل في نفط الحجاز وفق التكوين القاري لطبقات الأرض. وفي تلك الأيام (الثمانينات) أكملت “قوات التدخل السريع” الأمريكية تدريباتها على النزول في الخليج واحتلال أبار النفط.
ولم تمض سوى بضع سنوات (1990) حتى كان في المنطقة حوالي 300 ألف جندي أمريكي. وعندما منعت القدم الإسرائيلية من استغلال “زلة القدم” العربية، من الاشتراك في الحرب… قال لها الجنرال شوارزكوف، قائد العمليات لتحرير الكويت: “نحن نحارب لأجلكم أيها الإسرائيليون”.
-3-
تقوم السعودية باحتجاز رئيس وزراء لبنان سعد الحريري. فتبدأ تشكيلات العاصفة في المنطقة، وتزداد غيوم الحرب تلبداً وسواداً. ويقول السيد حسن نصر الله، إن السعودية عرضت على إسرائيل تغطية تكاليف الحرب على حزب الله… ومكافأة أيضاً.
مرة أخرى… ثمة وثيقة ستظهر ذات يوم تؤكد العرض الإسرائيلي تماماً كما انكشفت وثيقة التحريض الناجزة على عبد الناصر، وحدثت كارثة 1967.
اليوم لا يبدو المسرح مهيئاً لزلزال جديد. بل إلى نوع بغيض من الخوف يسري في أعصاب المنطقة، خوف تخلقه الثروة التي تشتري طوال الوقت بنادق للإيجار بدلاً من تراكتورات للزراعة.