يوميات قديمة”2″

2 أيلول/ سبتمبر 2017

كولونيل من حرس القيصر الروسي استطاع الفرار، بعد الثورة البلشفية 1917إلى اليابان. بحث عن عمل فلم يجد سوى وظيفة “حارس بركان” مهمته الرصد اليومي لأية حركة ومشهد تدخين البركان لغليونه الجبار، فينذر السلطات المحلية لتأخذ حذرها وتتخذ إجراءاتها.

عندما مات الكولونيل… ترك وراءه صندوقاً مليئاً بالأوراق، نصف المحروقة، كانت في معظمها حنيناً إلى الماضي، أما ما تبقى فهو وصف لجلال الحياة، وهي تحترق وتصنع الرماد الفولاذي الأسود.ولكنها لاتموت أحد نصوص هذا الكولونيل ما يلي:

“أرغن أسود، ثقيل يقذف أغنيات النار، فتجيبه الأراغن المجاورة لتخمد بعدها الأرض مزخرفة بالجليد الأسود.
ثمة شجرة تنبت أحياناً في التجاويف، كزهرة في أصيص عتيق، ويتكرر النمو، للأعشاب والبتلات
في الشقوق الصلبة. مرتقة كل ثلمة صنعتها النار ،لترفو بشاعتها ،لكي تليق بالأرنب البري الذي يطفر
فجأة في هذا الجليد الأسود، وبالعصفور الذي يطير في بقايا السماء… كأنما الحياة امتلكت جرماً جديداً
على هذا الكوكب”.

16 أيلول/ سبتمبر 1997

قرر المشايخ في مصر حرق “ألف ليلة وليلة”. فقال الكاتب الإسباني ” خوان غويتسيللو”:

“رأيت حلماً مزعجاً. كان كتاب “دون كيشوت” يحرق في هذا الحلم. وكنت أتساءل: أية قوة وأي نظام أرضي ،أو ما فوق أرضي… يمكنه أن يبرر فعلة كهذه؟
الشعور نفسه سينتابني لو كنت عربياً وسمعت بحرق ألف ليلة وليلة”.

9 أيلول/ سبتمبر 1997

الأديب الإسرائيلي ” مئير شاليف” قال، بمناسبة الحديث في إسرائيل عن حماقات نتنياهو:

“ويل لبلاد ملكها صبي”ـ الاية 16 من سفر الجامعة. ” إنه ومستشاروه يتصرفون كالأولاد في قضايا تحتاج إلى الحكماء”.

صحفي إسرائيلي وصف سياسة نتنياهو بأنها “ليست طائشة وحمقاء…بل سياسة إجرامية”.

ولكن بفضل عمليات المقاومة في القدس، وجنوب لبنان، لمواجهة الأطروحات الكاذبة بعنوان ” السلم الآمن” التي اخترعها نتنياهو… نرى مصداقية هذا القول: “الزيت بالعصر، واليهودي بالعذاب”.

29 نيسان/ إبريل 1997

إن حياتنا خالية من مفردات: التجاور والتحاور.

هناك من يجاورك ولكنه ليس جارك… وهناك من يحاذيك وليس قريباً منك.

أما في “التحاور”… فقد أنشأ الأخرس والأطرش وسائل وطقوساً للتفاهم أصبحت لغة عالمية،

بينما نحن ، ذوي الألسن بشطلات كالأفاعي، والآذان المصمغّة المتطاولة كآذان الحمير، فلم نكتشف، حتى الان ، التهذيب الموجود في اربع جمل ومائة كلمة، التي هي كل قاموس التخاطب والتجاور والتحاور.

كيف إذن نتفاهم، دون قسوة، ونتبادل المصالح دون غش، ونصنع التسويات في الخلاف دون عنف؟

إن حياتنا مليئة بالعدوانية…لأنها غير عادلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى