يوميات ناقصة | «آه جوبيتر! لا دم!..» مأساة كريولانس ـ شكسبير (نزيه أبو عفش)

 

نزيه أبو عفش

اللـه ! ما أكملَ الموت!
اللـه ! ما أكملَ صناعةَ الموت!
.. .. .. ..
ها هم ، وها هم!
هؤلاء يحاربون على هذا الجانب من ميدان الحقّ
وأولئك على الجانب الآخر منه.
هؤلاء يَقتُلون (أو يُقتَلون) دفاعاً عن هذه الحقيقة
وأولئك يَقتلون (أو يُقتلون) دفاعاً عن نقيضها .
هؤلاء ماتوا يحلمون بالنصر
وأولئك قضوا نَحْبَهم في الطريق إلى مقابره .
اللـه ! ما أكمل الموت !…
.. .. .. ..
.. .. .. ..
في كل حرب :
الموتُ وحدهُ ينتصر .
وأنتَ، أنتَ الشاهدَ المحتَقَر العاجزَ اليتيم،
وحدكَ
تديرُ وجهكَ إلى أضرحةِ ذاك الجانبِ من الميدان
ثم إلى أضرحةِ الجانبِ الآخر منه،
وتصرخُ، تماماً كما فعلتْ « فرجيليا « في تمامِ جنونها ويأسِها :
إلهي ! لا دمْ !
إلهي ! ولا القليلَ من الدمْ !
.. .. .. ..
.. .. .. ..
حسناً يا إلهنا! حسناً!
كلُّ ما فعلتَ صالحٌ وجميل .
ما ينقصنا الآن :
قليلٌ من الحقيقةْ
قليلٌ من الرحمةْ
وكثيرٌ كثيرٌ من «اللّـه..».
….
تنقصنا: الحياة.
20/7/2012

آدابُ المبارزة

مثلما يفعلُ عُتاةُ المصارعين:
أتَبَسَّمُ .. وتَتَبَسَّم .
أحني رأسي .. وتحني رأسك .
أمدُّ يديْ .. وتمدُّ يدَكْ
ونتصافح .
تلكَ هي تقاليدُ «الروح الرياضية «.
نقطة. وانتهينا .
. . . . . . .
. . . . . . .
أُطلِقَتِ الصافرةْ
وحان موعدُ الكفاحِ مِن أجلِ النصر.
ولأنّ الوقتَ يضيق
لم يبقَ لنا، أنا وأنت،
إلاّ أنْ أتمنّى موتَك
وتتمنّى موتي .
نعم!
نحن لا أكثر من وحْشين
يُحْسِنان الكلامَ
ويَتَغَنّيان
بآدابِ المبارزةْ
وأصولِ صناعةِ الموتْ .
1/8/2012

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى