يوميات ناقصة | جيرانُ الموت (نزيه أبو عفش)
نزيه أبو عفش
«العجوزُ جارُ الموت»/ كاواباتا
حين يشيخُ الرجال
يُديرون ظهورَهم للحياةِ التي أكلوها..
أكلوها بلا هوادةْ،
ويبدؤون بهَدْهَدةِ الذكريات، ومزاولةِ الأحلام:
يحلمون أنْ لو…. ويحلمونَ أنْ لولا….
ولأنهم – بفعلِ الشيخوخةِ وانعدامِ الثقةِ بأدواتِ الجسدْ-
ما عادوا قادرين على تغذيةِ الأحلام الكبيرةْ
صاروا، وهم يتَّكئون على مخدّاتهم
التي أنهَكَها الزمنُ والتحسُّر وعَرَقُ الكوابيس،
ينفخون الهواء كمنْ ينفخُ على صخرةْ
ويحلمون بالأهْونِ والأقَلّ والأكثر استحالة:
أنْ يشربوا كأسين من العرقِ في اليوم
ويحبّوا امرأةً كلّ شهرْ
وألّا يكونوا في حاجةٍ إلى الاستنجادِ بالدموعْ
كلما تَذكّروا
أنهم كانوا شباباً ذاتَ يومْ.
6/9/2012
مائدةُ لحمِك
تستحقّ.
إنْ كنتَ تُصَدّقُ أنكَ نَجوت..
إن كنتَ تُصَدّقُ أنّ العدالةَ ممكنةْ، والحياةَ ممكنةْ، والأملَ ضروريٌّ وممكنْ..
إن كنتَ تُصَدّقُ الضحكةَ، والوردةَ، واليدَ المبسوطةْ… تستحقّ.
إذنْ، احذرْ!
لا الوردةُ ذاهبةٌ إلى عيدِك
ولا النبيذُ إلى عرسِكْ.
والمائدةُ التي هُيِّئتْ (صدّقتَ أمْ لم تُصَدِّقْ)
إنما هَيّأها مُضِيفوك لاصطيادِ رقبتكْ.
و.. (صدّقتَ أمْ لم تُصَدِّقْ):
أنتَ مدعوٌّ إلى مائدةِ لحمِكْ.
.. ..
إذنْ، تستحقّ.
تستحقُّ.. وأكثرْ.
6/9/2012
الضعفاء
الضعفاء مشكلةْ..
مشكلة كبيرة بحاجة إلى حلّْ
حلٍّ حاسمٍ ونوعيّ
شبيهٍ بالإجهازِ على أفعى، أو استئصالِ وَرَمْ:
الضعفاء غلطةُ أنفُسِهم
وغلطةُ الكونْ.
الضعفاء يخافون. الضعفاء يؤمنون. الضعفاء يحلمون.
الضعفاء خَطّاؤون، خائبون، وحمقى.
: الضعفاء مصدرُ خوفْ.
فوقَ كلّ ما فعلوه، فوق كلّ ما يمكن أن يفعلوه:
حين يتعلّقُ الأمرُ بهلاكهم
يُكَذِّبون كلَّ ما تُنذرهم بهِ الحياةْ
ويُصَدّقون الأملْ.
.. .. ..
فعلاً، مشكلةْ.
مشكلة غير قابلةٍ للتصحيحْ.
8/9/2012