يوميات ناقصة | خطابُ الدَّفن (نزيه أبو عفش)

 

نزيه أبو عفش

كثرَ الموتى وضاقَ التراب.
لطالما قلنا لهم:
أيها العبيد الصالحون، لا تموتوا دفعةً واحدة!
لطالما قلنا لهم: فكِّروا في طاقةِ التراب!
ليس بمقدور الأرض، أيِّ أرض،
استيعابُ هذا القدْرِ الباهظِ من العظام واللحومِ البائتةْ.
على الأموات أن يتحلّوا بما يلزم من اللياقة والصبرْ.
على الأموات الصالحين أن يقفوا في أرتالٍ مُسالمةٍ ومنضبطةْ.
على الأموات أن يكونوا متعاونين.
عليهم أن يثقوا بكفاءة آلهتهم.
عليهم ألاّ ينصتوا إلى الغوغاء والملحدين وشعراءِ الأوقات الضائعة.
على الأموات أن يكونوا مطمئنّين.
عليهم أن يثقوا أنّ رعاةَ ظلامهم، طال الزمان أو قصر، قادرون على دفن الجميع،كلٌّ حسبَ كفاءته،كلٌّ حسب قياسِ جثته، وكلٌّ حسب زمرةِ دمهِ وتاريخِ معموديّته وتَسلسلِ رقمه الوطنيّ.
على الأموات أن يُصدِّقوا أن الآلهة لن تدعهم يموتون ويُدفنون في العراء الحيّ.
وريثما يتمّ تأليفُ أراضٍ جديدة، وجبّانات جديدة، وظلماتِ أبديّاتٍ جديدة:
على الأموات انتظارُ دورهم النظاميّ في الدفن.
على الأموات أن يكونوا مؤدَّبين.
28/2/2011


المعبد

لا تَتعبْ في بناءِ المعبد!
غداً، بعد أنْ يكتمل،
ستجدُ بين كهنتهِ ومُصَلّيه
مَن يتطوّعُ لدفنِكَ
تحت بلاطِ مذبحِه.
6/3/2011

صحيفة الأخبار اللبنانية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى