يوميات ناقصة | سماء تحت السيطرة (نزيه أبو عفش)
نزيه أبو عفش
كان يَلزمهُ أن يضعَ قلبهُ على طبقْ
ليقول : إني جائعْ.
ورصاصٌ، رصاصٌ كثير، يمزّقُ به لحمَ نفسِهِ ولحمَ الهواء
ليعرفَ قاتلوه أنه كان يتألّم.
وموتٌ، موتٌ كاملٌ وحقيقيّ،
ليصدّقوا أنّ حياتَهُ لم تكن شبيهةً بالحياة.
وإقامةٌ مؤبّدةٌ داخلَ الإسطبل
ليجرؤ على القول: أريدُ بلاداً.
وسماءٌ كاملةٌ تحت السيطرة
لتتمكّن الآلهةُ من الإيمان بوجوده.
كان يلزمهُ ألّا يكونَ على الأرضِ ما يلزمه.
كان يلزمهُ ألّا يكونْ.
26/1/2011
رجاء
نتوسّلُ إليكم:
أعِدّوا لنا ما يكفي من الساحات، والشوارع، والمشافي، ودورِ الأيتام، والمباغي،والجهنّمات، والمعابد، وحضاناتِ العصافير، وملاعبِ القِرَدة، وميادينِ سباق السلاحف، ومصحّات الأمراض العقلية.
إننا في حاجةٍ إلى المزيد من هذه
والمزيدِ من سواها
لنُطْلقَ عليها ما يفيضُ من أسماءِ قتلانا.
2003/ 2011
حقُّ الميّت
مِن حقّ القاتلْ – كلِّ قاتلْ-
أن يقف أمام القاضي ويقول:
«لقد أرغموني على….
ولم يكن بمقدوري أنْ….».
مِن حقّ القاتل
أن يُنَصِّبَ محامياً، وكِتاباً للقَسَم، ودموعاً.
من حقّ القاتلِ أنْ يُسْمَع.
من حقّه أنْ يُصَدَّق.
من حقّهِ أنْ يطلب البراءة.
من حقهِ أن يُبَرَّأ…
وحدهُ القتيلْ
لايستطيعُ حتى أن يقفَ على منصّةِ الشهود ويقول:
« ولكنهم قتلوني «.
القتيل،مثلُهُ مثلُ العاهرات وكشّاشي الحمامْ،
لا تُقْبَلُ شهادتُهْ.
13/2/2011