يوميات ناقصة | عائدٌ لأموت في الغابة (نزيه أبو عفش)

 

نزيه أبو عفش

1

حيثما كنتُ، وكيفما تَلَفَّتُ،
أشمُّ رائحةَ كِذْبةٍ ما..
كذبةٍ يشمّها الهواء.
أهي في الرغيف؟
أمْ في عينِ الشاهدِ؟
أمْ في أقواسِ كمنجاتِ العازفينْ؟
كيف لي أنْ أُحَدّدَ الموضع؟
كلابي شائخةٌ وضعيفة
والجميعُ يزعمون أنهم صادقون.

 2

أُبغِضُ الهزيمةَ
ولا أستطيعُ أنْ أنتصر.

3

لا بدّ لشيءٍ ما أنْ يحصلَ بطريقِ الخطأ.
لا بدّ من وجودِ حلٍّ ما في موضعٍ ما.
لابدّ من نجمةِ مجوسٍ ما
تدلُّ الخائفين إلى معجزةْ.

4

لا تتركوا القَتَلةَ عاطلين عن العمل!
على الأقلّ
أَسْنِدوا إليهم مهنةَ حراسةِ السلام!

5

أيها اللصّ، يا شقيقي!
كنْ مؤدّباً في قسوتِكْ!
لا تنظرْ إلى الجائعِ وهو يمدُّ عينَهُ إلى صحنِك!
دعهُ يَتَلذّذ بمِلحِ دموعِهِ وهناءةِ غصّتِهْ.
دعهُ يحلمْ!

6

الكلُّ مملكتُهُ ليست من هذا العالم.
أتُراني الكائنَ الدُّودِيَّ الوحيد
الذي عملَتْهُ أمُّهُ من الطينْ؟..
حسناً! أنا الآخر أستطيعُ ادّعاءَ فضيلةٍ ما:
« مملكتي منهُ . وأنا أيضاً…»
فإذنْ ،أُغربوا عنهُ وعنّي!
هل انتهينا؟

7

اربطوا الكلاب
واخْلوا الطرقَ من القنّاصين!
لا هنا ولا هناك يُستطاعُ العيش.
أنا عائدٌ لأموتَ في الغابةْ.
14/3/2011

صحيفة الأخبار اللبنانية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى