يوميات ناقصة | ما فَعَلهُ الأموات (نزيه أبو عفش)

 

نزيه أبو عفش

 

بُحّتْ حناجرُ المدرِّبين
والحكّامُ استنفدوا وسائلَ الغشّْ
والأمواتُ يُغَطّون أرضَ الميدان .
حتى المسعِفون ( قدّيسو الصليب الأحمر وأشباهُهم)
شارَكوا في الإجهاز على الهاربين والجرحى.
والشهودُ، الشهودُ جميعاً،
قالوا ما وَجَبَ أن يقولوه :
أبداً ! لم نرَ ولم نسمعْ .
كلُّ ما نعلمهُ أنّ الأموات الأشقياء
-في غيابِ الرقابةِ الدوليةْ –
كانوا يتبادلون إطلاقَ النار على أنفسهم
حتى لم يبقَ منهم مَن يقولُ:
أنا أروي ….
13/7/2012

رائحةُ لحومِهم

لا أعرفُ
بلحمِ مَن أَعَدّتْ زوجتي
مَنْسَفَ الرزّ الشهيّ الذي تناولناه .
ربما، بعدَ قليل، حين أَتَجشّأ،
ستفوحُ من أمعائي
رائحةُ لحومِ الأصحاب .
13/7/2012

.. وأنا أُهزَم

يزعمون أنهم لا يبغضونني .
يزعمون أنهم لا يحبّون أعدائي .
(يزعمون .. وأُصدّق ).
لكنْ، ما لا أستطيعُ فهمَه :
لماذا – كلما زلّتْ قدمي، أو زلَّ عقلي –
يشهقون من الفرح
ويُصَفّقون لهزيمتي ؟ !..
.. .. .. ..
نعم، هكذا أنهيتُ حروبي :
أعدائي لا ينتصرون
وأنا أُهزَم .
لكأنّ ثمةَ مَن يُصلّي لموتي.
أو كأنّ ، تحتَ سماءٍ ما،
ملائكةً يَغشّون في الحساب
يتصيّدون هفوتي
ليطلقوا عليّ النار . . ويستريحوا.
1/8/2012

صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى