يوميات 3
ـ 1 ـ
جربت الطريق الذي مشى فيه روح الصبا، منذ خمسين عاماً…فوجدته نفس الطريق: ريحانة الوادي، وصوت شحرورة الوادي، وتينة الوادي…
ولكنني، أنا من تغيّرت. قدماه في تحسس الطريق القديم إلى نحلة القلب الفتي، في ذلك الوادي العميق.
ـ 2 ـ
لا أحد يفكر، بطريقة القديسين بالقاتل. ذلك بسبب جاذبية فكرتنا عن الضحايا. ذلك لأن قلب الإنسان يميل إلى جانب عدل السكين، تقطف ورداً ولا تقطع عنقاً.
لكن القتيل ليس بريئاً دائماً من دمه. الضحية عزلاء والقاتل مسلح. لكن إذا قلبنا فكرتنا على قفاها وجدنا تبادل الأسلحة قبل الموت:
الضحية صوبت بندقيتها إلى روح القاتل، لكن القاتل كان الأسبق في إطلاق الرصاصة إلى قلب القتيل. وفي أحسن أنواع المسرح الدموي…يقتل الاثنان في لحظة يتزامن فيها الضغط على زنادين !
ـ 3 ـ
في أزمنة الأزمات…الصداقة دواء.
في أزمنة الحرب…الحب دواء.
في أزمنة السلم…ابتسامة على الريق تكفي.
في كل الأزمنة (ما هذه الكلمة الغريبة؟)، يطيل أعمار الجميع.
أرجو ألا نفقد كل شيء، لئلا نصبح في أزمنة العدم.
*منشور في 2/20
ـ 4 ـ
الغزاة… لم يصطدموا عبر التاريخ بالقلاع والجنود. وإنما واجهتهم حضارات لا ينفع معها السلاح.
ـ 5 ـ
عظام الصدر
ضلوع الخاصرتين
مفاصل اليدين
أدوات التلويح في القلب البشري…
مليئة بالرضوض من كثرة الوداعات.
يا أنسة سورية…لا تذهبي أنت، أيضاً، إلى المنفى!
ـ 6 ـ
الحب…يرفع الجسد إلى جمال عالم الفكرة، ثم يعود به إلى ازدهارات عالم السرير.
السلم الموسيقي أمامك…إصعد !