يوميات 5
28 كانون الثاني/ يناير2018
ماسحة الحسرات عن حوّاف الكؤوس.
مصفاة عنجهية المنتصرين.
صديقة النمل وزيزان الحصاد.
ناشرة الغسيل النظيف على حبل الذنوب.
مخترعة الأسماء الحسنى للغفران.
الذاكرة العليا لمسرات بائدة، مدرّسة مادة اليأس الجميل.
النزقة كالأفران، الحارة كخبزة خرجت، لتوها من تعميدها بالنور.
بتول الشهوات. والموزع الحصري للكتاب النبيل “فن الحب”،
حيث كل جملة فيه قبلة…
هذه المرأة، سوف تأتي الليلة إلى موعدنا،
وكعادتها، منذ نعومة أحلامي، ستقول لي جملتها الذهبية :
“أراك سابقاً في وقت لاحق”.
30 كانون الثاني/ يناير 2018
في سهرة عادية… يصعب الحوار إذا كان العدد أكثر من خمسة أشخاص، ويستخدمون لغة غير ملطخة بالدم.
“في سوتشي” 1500 شخص معظمهم ملطخون، حقيقة أو مجازاً، بالدم. فكيف يتحاورون؟
أعتقد أن آلاف الأطنان من الذخيرة سوف تلقى على رؤوس السوريين، قبل أن يرجع العقل إلى تلك الرؤوس.
وعندئذٍ لا نحتاج إلى سوتشي. بل إلى دار خالد العظم بسوق ساروجة ( رئيس وزراء سورية في الخمسينيات).
6 شباط/ فبراير 2018
اليوم ذكرى مرور خمسين سنة على “أول أمل” ما زلت أجرجر قدميه ورائي خلف عربة زمن متصدعة.
لا أنا أيأس
ولا هو يندم !
11 شباط/ فبراير 2018
أنا أسقطت الطائرة الإسرائيلية…
وفرحاً بهذا الإنجاز سأكرر العملية.
14 شباط/ فبراير 2018
حين تستطيع قطف وردة حمراء من سياج حقل في غوطة دمشق…تهديها لمن تحب، يكون عيد الحب.
الحب أحد مهن السلام.
21 شباط/ فبراير 2018
في الغوطة… نصف مليون سوري في محنة عظمى.
في الغوطة… خمس ملايين شجرة من كل أصناف الحياة.
وفي الغوطة… عبر ملايين السنين، نحو مليون ذكرى وذاكرة.
في هذا المسرح الحربي الأخضر، لا بد أن هناك طريقاً آخر غير القتل.
هل جرّبه أحد؟
إنه وقف القتل.
22 شباط/ فبراير 2018
أعتقد أن معركة الغوطة محسومة. ولدى المسلحين فرصة لتفادي القسم المذّل من الهزيمة، باتفاق تفاوضي… والأهم إنقاذ الأرواح.
الإصرار على الصمود، “وهي كلمة سيئة السمعة أحياناً”، هو عناد الوهم، أو قرار الخارج!
28 شباط/فبراير 2018
ما زلت أندهش.
ما زلت أشتاق.
ما زلت أحبك.
ويروق لي أن أبدّل، صباحاً، طريقة جلوس الشمس على مقعدي.
ومازال في جيبي محارم ورقية لتمسيح خد الزمن.