يوميات 6
16 آذار / مارس 2018
العام الماضي، وتحديداً يوم 24 آذار/ مارس 2017 كتبت تعليقاً على إحدى الهجمات لدخول دمشق، ما يلي:
لو سألني المسلحون: هل نهجم وندخل دمشق من جوبر إلى ساحة العباسيين، وشارع فارس الخوري ؟ لقلت لهم: نصيحتي لا تحاولوا مع دمشق من كل جهات الفتح، لأن سقوط دمشق بأيدي الكتائب الإسلامية ممنوع، وصعب، وخطير. ولقلت لهم: يكفي محاولات! وفّروا أرواح هؤلاء الشباب. لستم أول من خسر معركة في تاريخ الحروب. وسأضيف: يمكنكم الدخول من الجغرافيا، ولكنكم ستخرجون من التاريخ.
19 آذار/ مارس 2018
لا أحد ينتصر على الغوطة، لو كانت فكرة وليس عصابات.
27 آذار/ مارس 2018
أتفرج على حفل في بيروت باسم “الزمن الجميل” وهو حفل لتكريم الفنانين القدامى الأحياء، أبطال
“الزمن الجميل”.
الزمن الجميل عنوان ملتبس قليلاً. فثمة من يتساءل بنزاهة: أحقاً كان هناك زمن جميل؟ إن البيئة الحاضنة للزمن الجميل هي الأوهام التي سميت أحلاماً. الحرية والاشتراكية والوحدة العربية وتحريرفلسطين. وكانت النتيجة احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية بحجم فلسطين 10 مرات.
بالمقارنة مع أيامنا هذه، ومفردات حياتنا اليومية في هذا القرن… فإنه الزمن الجميل حقاً.
على الأقل كان المحتفلون والمحتفى بهم أكثر نضارة وشباباً.
5 نيسان/إبريل 2018
قالت، وهي تحاول إجادة الصياغة: لقد تبلّدت في هذه السنوات. كنت أبكي على جرح، ثم صرت أبكي على مقطوع قدم أو ساعد. ثم على قتيل ثم على مجزرة. هربت إلى بيروت ، من هناك أتفرج في التلفزيون على كل ما أبكاني… وفي بيروت لم يعد يبكيني . تبلدت خفقة القلب، ودمعة العين، ورجفة اليدين.
لكن أغرب شيء ، وارجو ألا يفسره أحد على أنه تعبير عن إنشاء وطني ومظاهرة مشاعر، أغرب شيء هو أنني كنت أشهق وأرتجف وأبكي كلما سمعت النشيد السوري.
الآن أنا في دمشق… صرت لا أبكي من/ وعلى أي شيء!
6 نيسان/ إبريل2018
في العودة إلى البيت بعد خروج المسلحين من الغوطة لم تجد الأسرة سوى الحيطان… لقد تم تنظيف البيت من مفروشاته. فيما يسمى “التعفيش”. وفيما ذهب الرجل ليسأل، ليرى، ليعرف ماذا سيفعل؟
دلوه على سوق “التعفيش ” ، وهناك رأى كل محتويات منزله مع بعضها مكومة على الرصيف. فساوم
واشترى ما يلزمه من المفردات الضرورية للعيش في بيت، وعاد مبتهجاً: ما زالت رائحة الحياة في القطع المنزلية الحميمة، كطنجرة البخار، ووسادة الذكريات ، وغاز قهوة الصباح .
7 نيسان/إبريل 2018
عدا كلب خلف غزال. فقال له الغزال: إنك لن تلحقني.
فتساءل الكلب: لِمَ ؟ قال الغزال: لأنني أعدو لنفسي ، وأنت تعدو لصاحبك .
(أبو حيان التوحيدي).