«يوم أسود» للعدو في الشجاعية: تفعيل «هانيبال» لمنع الأسر.. جوبه جيش العدو في قطاع غزة، بعدد من الكمائن الدقيقة والمركّبة، إلى حدّ استدعت معه الأحداث المتلاحقة الوصف التقليدي في الإعلام الإسرائيلي: «يوم صعب وسيئ في غزة».
وأظهر المقاومون في حي الشجاعية في مدينة غزة، إبداعاً في نصب الكمائن والشراك النارية لجنود الاحتلال. ما عقّد من عمليتهم التي تركّز على المحور الممتد من شارع بغداد وحتى محيط مقبرة التوانسة. ليعترف العدو بوقوع ثلاثة أحداث صعبة وقاسية في الحي. بدأ الحدث عند المساء، حيث أطلقت وسائط المدفعية العشرات من القذائف في اتجاه مناطق في الشجاعية، بالتزامن مع شن الطائرات الحربية عدداً كبيراً من الغارات والأحزمة النارية أيضا. فيما تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن اضطرار الجيش لتنفيذ خطة «هانيبال» لمنع وقوع جنود في الأسر. علماً أن تلك الخطة تقضي بقتل الجنود إذا كان الخيار الحتمي الآخر وقوعهم في الأسر.
وفي غضون ذلك، أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها استدرجوا قوات العدو للدخول إلى نفق حفر خصيصاً للمهمة أسفل مبنى، بعد تفخيخه بواسطة صاروخ من طائرة «إف 16» غير منفجر. أعاد مهندسو السرايا تشريكه. وعند دخول عدد من الجنود إلى المبنى تم تفجيره، ما تسبّب بانهياره ومقتل وإصابة جميع الجنود الذين دخلوا إليه. واعترف جيش الاحتلال بمقتل جنديين وإصابة آخرين أيضا. فيما هبطت طائرات مروحية لإخلاء هؤلاء. وأشارت مواقع إسرائيلية، بدورها، إلى أن عدداً من الجنود علقوا تحت أنقاض مسرح الكمين
«كتائب القسام» – مقاوميها خاضوا مواجهات ضارية مع جنود العدو في الشجاعية،
أما «كتائب القسام»، فأعلنت أن مقاوميها خاضوا مواجهات ضارية من مسافة صفر مع جنود العدو في الشجاعية، ودمّروا دبابة ودكّوا تجمعاً لجيش الاحتلال بقذائف الهاون في الحي. كما نفّذت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عدداً من المهمات القتالية أيضا. حيث أعلنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى» قصف تجمعات لجنود العدو بقذائف الهاون. كما ذكرت «كتائب المجاهدين» أن مقاوميها اشتبكوا مع قوات الاحتلال بشكل مباشر في الشجاعية. وكانت أفادت «كتائب القسام» بأن مقاوميها تمكّنوا من استهداف قوة راجلة متحصّنة في أحد المباني السكنية في حي تل الهوا شمالي القطاع بقذائف «تي بي جي»، ما تسبّب بوقوع أفرادها بين قتيل وجريح.
كما وقالت إنه تم رصد هبوط طائرات مروحية لإجلاء الجرحى والقتلى. وتحدّثت الكتائب أيضاً عن إسقاط طائرتين مسيّرتين تحملان قنابل في الحي نفسه. فيما أعلنت «سرايا القدس» أن مقاوميها قصفوا مستوطنات غلاف القطاع برشقة صاروخية، انطلاقاً من شمال الوادي.
وفي محور القتال جنوبي قطاع غزة. أعلنت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة عن جملة من العمليات الميدانية. حيث تحدّثت «كتائب القسام» عن تدمير ناقلة جنود في حي البرازيل في مدينة رفح. كما ودبابة «ميركافا» في حي تل السلطان غرب المدينة أيضا.
وفي محصّلة الأمر، لا يبدو أن تقادم عمر المعركة يصب في مصلحة جيش العدو، إذ تستفيد الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة من كل تجارب المعارك الجزئية، وتتجهّز دائماً لاستقبال الاحتلال في أي منطقة يقرّر العودة إليها، بجملة من التكتيكات التي تعكس استشرافاً للخطوة التالية التي سيقدم عليها.
صحيفة الاخبار اللبنانية