٢٠٢٣ التائهون الضائعون
في الوطن محبوسون نحن بين حدود الحارات الآمنة الوهمية .. المسجلة على جواز السفر والمطبوعة على الهوية، نخاف الموت العبثي ونعاني الذل الاجباري ونتنفس التلوث الأخلاقي والبصري واللفظي والسمعي .. فهواؤنا وماؤنا وحياتنا اصبحت مسمومة مسرطنة قاتلة .. نموت بالجلطات ونختنق بالكلمات وتسرق من عمرنا هذي الحرب الملعونة العبثية !!
ننتظر الخلاص من طبول الحرب والدمار والانهيار ، ونخاف من تمدد ذوي اللحى المشعثة والجلابيب الطويلة والأفكار المتطرفة الاقصائية .. نخاف من خيالنا ومن صديقنا واخينا وجارنا .. فمن يكتب فينا التقارير ويجلس على صدورنا ويكم أفواهنا باسم الوطن والوطنية قد يكون أقرب الينا من خيالنا ..
يغتالنا الخوف كل يوم آلاف المرات وتختنق الدموع في عيوننا وتنطفئ الأحلام في صدورنا ..!!
مرهونون نحن لمزاجيات سياسيين ومصالح بعض المسؤولين .. وقرارت بعض الشياطين الذين على رقابنا متسلطين وفي جيوبنا متلاعبين .. ولثرواتهم ومصالحهم وتعبئة جيوبهم .. نحن ما زلنا لأجلهم موجودين .. !!
أقصى احلامنا باتت جرة غاز .. أو ساعة كهرباء نستطيع خلالها أن ننظف بيوتنا ونطبخ طعامنا ونغسل عنا آثار الذل واليأس والاحباطات المتراكمة من انتظار رسالة تخبرنا ان نذهب لاستلام جرة غاز .. او لتر بنزين أو ربطة خبز .. بعد ايام وأيام من الانتظار ومن الوقوف ساعات في طوابير لنحصل على كيلو سكر أو طبخة رز أو ربطة خبز.
وفي الغربة محبوسون بين حدود هواتفنا الذكية !!!
نتأمل من بعيد خارطة الوطن الذي هجرنا .. ونتباكى على ذكريات لم يبق منها في ذاكرتنا الا أجمل اللحظات .. نسينا البرد والذل والظلم وساعات التقنين القاتلة وجرات الغاز …
ونندب اشواقنا وأحلامنا ونتخيلها كم ستكون جميلة وممتعة ان كنا هناك …
بين الغربة والوطن الذي نصوغه على مزاجنا ما زلنا تائهين … وضائعين …!!!
ومازال الوطن حلما .. نشتاقه بلا كلل ولا ملل ..