صدمة أمريكا من استقلالية القرار السعودي في (أوبك بلس) ؟؟!!
صدمة أمريكا من استقلالية القرار السعودي في (أوبك بلس) ؟؟!! حيث يكشف رد الفعل الأمريكي تجاه قرار منظمة أوبك بلس بتخفيض إنتاج النفط 2,000,000 برميل يوميا” ما كانت تريد الادارة الأمريكية من السعودية. حيث أن البيت الأبيض و عقب قرار تخفيض الإنتاج. ترك جميع أعضاء المنظمة البالغ عددهم حوالي الأربعين دولة ليصب جام غضبه على المملكة العربية السعودية وحدها. وأتهامها ب (الانحياز إلى روسيا في حربها ضد الغرب). الواضح أن إدارة بايدن كانت تريد من السعودية. أن تقوم هي. وتوجه أوبك بلس إلى زيادة الإنتاج. أو الحفاظ على مستواه. كي لا تستفيد روسيا من الإبقاء على سعر برميل النفط مرتفعا”. وكي تنخفض أسعار الوقود في أمريكا. بشكل يصب في صناديق الانتخابات النصفية لصالح حزب بايدن. فما الذي يعنيه قرار تخفيض الإنتاج؟؟ وإلى أين ستصل واشنطن في استعداء المملكة العربية السعودية نتيجة هذا القرار. الذي تعده واشنطن مخيبا” للسياساتها في إسقاط روسيا؟؟؟ا
يسجل للمملكة العربية السعودية في تعطيها مع إنتاج النفط و عبر أوبك بلس أنها تصرفت بإستقلالية واضحة. و ضمن إطار رؤية علمية واقعية. لضمان استقرار و توازن سوق الطاقة في العالم. وبما يخدم الاستقرار الدولي. وهذه الاستقلالية السعودية تجاه السياسة الأمريكية لم تأتي من انحياز أو عداء أو استهداف. بل جات تلبية لمصالح وطنية في سياق دور عالمي في سوق الطاقة. بينما الغضب الأمريكي جاء مفرطا” بتعصب أيديولوجي. وإندفاع إلى اتهام المملكة اتهامات لا أساس لها. وهذا ما يثبت ان واشنطن لا تريد أن تفهم أن العالم يتغير. وان المملكة لم تعد من الممكن معاملتها على أنها مجرد بئر نفط تستجيب لطلبات البيت الأبيض بمكالمة هاتفية. العالم تغير. والقوى الصاعدة بات لها قرارها. والسعودية اليوم دولة أساسية في المنطقة والعالم. اقتصاديا وسياسيا .وليست فقط الدولة المنتجة للنفط. بل النفط جزء من قوتها و فعاليتها. وعامل قوي في استقلالية قرارها
المفارقة واضحة. أمريكا العظمى تتصرف بنزق وتهور في اتهام السعودية. وبتهديدها بإتخاذ إجراءات ضدها في موضوع خفض إنتاج النفط. من جهة أخرى فإن السعودية. الدولة الصاعدة. تتعامل مع المواقف الأمريكية بتعقل وواقعية السياسية. حيث تصر سلطاتها على تاريخية علاقاتها مع أمريكا. وتلح على أن قرار أوبك بلس لم يكن سعوديا” فقط. وكان لمصلحة الأسواق والمنتجين. ومصلحة حفظ توازن سوق الطاقة. كما تتمسك الرياض بموقفها غير المؤيد لأي الطرفين في الحرب الاوكرانية. مشددا” على ضرورة وقف إطلاق النار. واللجوء للتفاوض وصولا” إلى حل سلمي للأزمة. أمريكا العظمى تهدد وتتوعد. والسعودية الصاعدة تتعقل. وتتصرف بحكمة وقوة. هل من وضوح أكثر من هذا. يدل على التغيير الذي اصاب النظام العالمي؟؟؟
بعد حرب تشرين التحريرية. حيث أوقفت السعودية ضخ النفط إلى الغرب. مما تسبب بأزمة حياتية للغربيين اجبرتهم على الانتباه إلى قوة العرب العسكرية في الميدان. والاقتصادية في سوق النفط. وهذا ما جعل واشنطن تعمل فيما بعد. على إقرار سياسة عالمية. لتحييد النفط عن الإستثمار في الصراعات السياسية. واعتباره مادة استراتيجية عالمية. لا يجوز استخدامها سياسيا. واليوم تريد واشنطن من السعودية. أن تخالف ما سعت هي إليه. وتريد محاسبتها وربما معاقبتها لأنها لم تستخدم النفط في خدمة السياسة الأمريكية. هل من نفاق اكثر من هذا النفاق؟؟!!
ما جرى في أوبك بلس. وما نتج عنه من مواقف أمريكية نزقه وتعصبية. ابرز طبيعة التوجه السعودي نحو استقلالية القرار. و باتجاه القيام بدور يليق بمكانتها وإمكانياتها في المنطقة والعالم.. وما الاستقلالية عن الانحياز للسياسة الأمريكية ولكل إنحياز آخر . ما هي إلا إعلانا” عن توجه م سعودي خليجي في المنطقة والعالم. وكثيرون يأملون أن تكمل المملكة دورها في المنطقة العربية وبين دولها. لتكون عنصر جذب و جمع وتنسيق للمواقف تجاه ما يهدد العرب والعروبة. ولابد أن تكون استعادة العلاقات والتعاون مع سورية. وتجاوز مصائب الحرب فيها. للمضي قدما” مع دمشق والتفاعل معها. في إطار دورها الطبيعي. في تحقيق مصالح العرب والعروبة. وبذلك تستكمل السعودية جهودها في تأكيد استقلالية قرارها. وممارسة دورها العربي والإقليمي والدولي. ا
السؤال هو: هل ستتقتنع واشنطن أن العالم لم يعد رهن إشارة من إصبعها ليتصرف كما تريد ؟؟أم أنها لا تقبل الدولة الصاعدة في السعودية أن يكون لها استقلالية قرارها ودورها في توازن أسواق الطاقة وإسهامها في استقرار العالم؟؟؟ وهل سنرى قريبا تفاعلا” سعوديا” سوريا”. في إطار استعادة سورية لدورها الطبيعي. ولتعاونها مع المملكة. ضمن مسار المصالح العربية. و بإتجاه تحصين المستقبل العربي بعد كل ما أصابه من بلاوي الربيع العربي ؟؟؟؟؟!!!!!