تحليلات سياسيةسلايد

الولايات المتحدة تُدين أمام الأمم المتحدة “التهديد الهائل”

أكّدت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد الجمعة أن القصف الروسي على أكبر محطة للطاقة النووية في أوكرانيا شكّل “تهديدًا هائلًا لكلّ أوروبا والعالم”، خلال اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.

وقالت “بفضل الله، نجا العالم من كارثة نووية” في الليل، واصفة الهجوم بأنه “غير مسؤول” و”خطير”.

وأضافت “لم يكتف (فلاديمير بوتين) بتجاهل دعوات وقف غزوه لأوكرانيا، “لكننا شهدنا للتو تصعيدًا خطيرًا جديدًا يشكل تهديدًا خطيرًا لكل أوروبا والعالم”.

وخلال اجتماع مجلس الأمن الدولي والذي طلبته المملكة المتحدة، شددت السفيرة البريطانية باربرا وودوارد على أن لا شك في أن “القوات الروسية (هي التي) هاجمت” موقع زابوريجيا الذي يضم أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.

ولفتت المسؤولة عن إدارة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة روزماري دي كارلو إلى أن “الهجمات على المواقع النووية تتعارض مع القانون الدولي لحقوق الانسان”.

ومن جهته، شدّد مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرّية رافاييل غروسي خلال اتصال مباشر بالفيديو من طائرة في طريقها إلى طهران على “أهمية” محطات الطاقة النووية الموجودة في أوكرانيا.

وقال غروسي للصحافيين “أبلغت الجانبين — جمهورية روسيا الاتحادية وأوكرانيا — بأنني مستعد (…) للسفر إلى تشيرنوبيل في أقرب وقت ممكن”. وأضاف أن “الجانبين يدرسان” هذه الإمكانية ذلك.

وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية اليوم الجمعة إن حريقا اندلع في مبنى تدريب خارج أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا خلال معارك ضارية بين القوات الروسية والأوكرانية.

وقالت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر جرانهولم يوم الخميس إنه لا يوجد ما يشير إلى ارتفاع مستويات الإشعاع في محطة زابوريجيا، التي توفر أكثر من خمس الكهرباء المولدة في أوكرانيا.

وأظهر بث فيديو من المحطة تحققت منه رويترز قصفا ودخانا متصاعدا بالقرب من مبنى في مجمع المحطة.

وقال دميترو أورلوف رئيس بلدية إنرجودار القريبة في منشور على الإنترنت إن قتالا ضاريا يدور في المنطقة التي تبعد نحو 550 كيلومترا جنوب شرقي كييف. وأضاف أن هناك ضحايا، دون أن يخوض في التفاصيل.

وذكر أورلوف على قناته على تيليجرام “نتيجة لقصف العدو المستمر لمباني ووحدات أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، فإن النيران مشتعلة في محطة زابوريجيا للطاقة النووية”.

وسيطرت روسيا بالفعل على محطة تشرنوبيل المعطلة التي تبعد نحو 100 كيلومتر شمالي كييف، والتي انطلقت منها سحب الإشعاع إلى معظم أنحاء أوروبا في عام 1986 بعد انصهار في أسوأ كارثة نووية في العالم. وأشار بعض المحللين إلى أن محطة زابوريجيا نوع مختلف عن تشرنوبيل وأكثر أمانا منها.

وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للاطلاع على آخر مستجدات الموقف بالمحطة.

وقال البيت الأبيض إن “الرئيس بايدن انضم إلى الرئيس زيلينسكي في حث روسيا على وقف أنشطتها العسكرية في المنطقة والسماح لفرق الإطفاء والطوارئ بالوصول إلى الموقع”.

وكتبت وزيرة الطاقة الأمريكية جرانهولم على تويتر أن المفاعلات في محطة زابوريجيا “محمية بمنشآت احتواء قوية ويجري إغلاق المفاعلات بأمان”.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا “يطلق الجيش الروسي النار من جميع الجهات على محطة زابوريجيا للطاقة النووية”.

وأضاف على تويتر “اشتعلت النيران بالفعل… يجب على الروس وقف إطلاق النار فورا والسماح بوصول فرق الإطفاء وإقامة منطقة أمنية!”.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تغريدة على تويتر إنها “على علم بتقارير القصف” عند محطة الطاقة النووية وإنها على اتصال بالسلطات الأوكرانية.

إلى ذلك طلبت السفارة الأوكرانية في برلين من الحكومة الألمانية الحصول على المزيد من الأسلحة للمساعدة في صد الغزو الروسي.

وجاء في مذكرة قدمتها السفارة بشأن هذا الطلب: “على ضوء الوضع الأمني المتوتر بشدة بسبب العدوان الروسي الجاري، فإن الحكومة الأوكرانية تسعى لأن يجري التعامل مع طلبها هذا وأن يحظى بمراجعة إيجابية في أسرع وقت ممكن”.

وأضافت المذكرة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شن “حرب إبادة” ضد أوكرانيا بأحدث أنظمة الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الأسلحة المحظورة مثل الذخائر العنقودية.

وتتضمن قائمة السفارة الأوكرانية دبابات ومركبات مشاة قتالية وأنظمة مدفعية مثل مدافع هاوتزر ذاتية الدفع وأنظمة دفاع جوي ومروحيات قتالية ومروحيات دعم وطائرات بدون طيار للاستطلاع والقتال وطائرات نقل وسفن حربية.

ووفقا للمذكرة فإن هناك حاجة عاجلة لتلك الأسلحة.

ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية قبل نحو أسبوع حولت حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس من سياسة البلاد التي تقيد بشدة صادرات الأسلحة إلى العكس تماما وسمحت بتقديم أسلحة بشكل مباشر إلى أوكرانيا للمساعدة في القتال ضد القوات الروسية.

وأرسلت برلين بالفعل ألف قطعة سلاح مضاد للدبابات و 500 صاروخ أرض-جو من طراز ستنجر من مخزونات الجيش الألماني. ويتم النظر في إرسال 2700 صاروخ مضاد للطائرات من طراز ستريلا، ولكن لم يتأكد ذلك.

من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اليوم الجمعة إنه يتعين على القوات الروسية أن توقف هجومها على محطة أوكرانية للطاقة النووية فورا.

وتحدث جونسون مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حول الوضع في محطة زابوريجيا للطاقة النووية في جنوب شرق البلاد.

ونقل داوننج ستريت عن جونسون قوله إن “تصرفات الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين المتهورة يمكنها أن تهدد الآن سلامة أوروبا كلها بشكل مباشر… ستبذل المملكة المتحدة كل ما في وسعها لضمان عدم تدهور الوضع أكثر من ذلك”.

وأضاف “اتفق الزعيمان على ضرورة وقف إطلاق النار”.

* تصعيد للعقوبات

يدخل الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي يمثل أكبر هجوم على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، يومه التاسع. ويُعتقد أن الآلاف لقوا حتفهم أو أصيبوا في الهجوم كما فر مليون لاجئ وفُرضت عقوبات دولية على روسيا هزت اقتصادها.

وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا الخميس فرض عقوبات على مزيد من أفراد النخبة الحاكمة الروسية، على خطى إجراءات من الاتحاد الأوروبي، في تكثيف الضغوط على الكرملين.

وأقدمت شركات أخرى على وقف أو تقليص عملياتها في روسيا، مثل ألفابيت وجوجل ونايكي العملاقة للأحذية والمستلزمات الرياضية وايكيا السويدية للأثاث المنزلي، في ظل القيود على التجارة والإمداد.

وقال البيت الأبيض إن واشنطن ستفرض قيودا على تأشيرات دخول 19 من النخبة الحاكمة الروسية وأسرهم وشركائهم.

وقال بايدن إن العقوبات أدت إلى تأثير بالغ بالفعل.

وتصف روسيا أفعالها في أوكرانيا بأنها “عملية خاصة” لا تهدف إلى احتلال الأراضي ولكن لإسقاط الحكومة المنتخبة ديمقراطيا وتدمير القدرات العسكرية لجارتها والقبض على من تعتبرهم قوميين خطرين.

من جهته ذكر المستشار الألماني أولاف شولتس أن الحريق في محطة الطاقة النووية بمدينة زابوريجيا الأوكرانية نشب فقط في مبنى إداري.

وقال شولتس خلال تفقده لقيادة العمليات العسكرية للجيش الألماني بالقرب من مدينة بوتسدام الألمانية اليوم الجمعة إن الحادث لم يسفر عن تسرب إشعاعي في أكبر محطة للطاقة النووية بأوروبا، لكنه يظهر مدى خطورة الوضع، وأضاف: “تؤدي الحروب دائما إلى دمار ربما لم يكن لدى أي من الأطراف المتحاربة نية لإحداثه حقا، ولكن لا يزال من الممكن أن يكون له تداعيات رهيبة “، مؤكدا أنه من المهم تجنب مثل هذه التصعيد.

وكان شولتس قد تحدث من قبل إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر الهاتف. وكان زيلينسكي تحدث علنا  عن قصف يستهدف محطة الطاقة النووية زابوريجيا بالدبابات الروسية. وقال في رسالة عبر الفيديو نُشرت على تطبيق “تليجرام” اليوم الجمعة: “أوروبا بحاجة لأن تستيقظ الآن”. كما أشار إلى الكارثة النووية في تشيرنوبل عام 1986، وقال: “الدبابات الروسية تقصف الآن منشآت المفاعل”.

كما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أنه لم ترد تقارير عن زيادة في إشعاعات المحطة.

من جانبها قالت سفارة الولايات المتحدة في أوكرانيا، الجمعة، إن الهجوم على محطة للطاقة النووية يعد “جريمة حرب”، في إشارة إلى الهجوم الروسي على محطة زابوريجيا الأوكرانية.

وأضافت في تغريدة على تويتر، أن “قصف بوتين لأكبر محطة نووية في أوروبا يأخذ عهده من الإرهاب خطوة إلى الأمام”.وفي وقت سابق الجمعة، أكدت شركة “إنيرهواتوم” المشغلة للمحطة النووية الأوكرانية، مقتل ثلاثة جنود أوكرانيين واصابة اثنين آخرين، إثر اندلاع حريق بعد هجوم روسي على المحطة.

وأشارت، في بيان، إلى أنه “لم يتم تسجيل أي تغييرات في مستويات الإشعاع حتى الآن”.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، الجمعة، إن المبنى الذي أصابته قذيفة روسية في محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية “لم يكن جزءاً من المفاعل” النووي.

وأكد غروسي، في بيان منفصل، أن القذائف الروسية إصابت “مركز تدريب في المحطة”.

إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مكالمات هاتفية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه يخشى حدوث انفجار في المحطة النووية سيكون بمثابة “النهاية للجميع. النهاية لأوروبا”، وفقاً لوكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية.

وفي 24 فبراير/شباط الماضي أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

. ويعقد مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق الجمعة، جلسة طارئة بشأن الوضع بمنشأة “زابوريجيا” النووية في أوكرانيا، وفق مصادر دبلوماسية، إثر تعرضها لهجوم روسي.

وقالت المصادر للأناضول، إن البعثة البريطانية الدائمة لدى الأمم المتحدة قدمت طلبا رسميا لرئاسة مجلس الأمن، لعقد الجلسة الطارئة في وقت لاحق الجمعة.

وأضافت أن الطلب البريطاني بعقد الجلسة جاء مدعوما من قبل خمس دول أعضاء بالمجلس هي الولايات المتحدة وفرنسا والنرويج وأيرلندا وألبانيا.

وتتولى الإمارات رئاسة أعمال مجلس الأمن خلال مارس/ آذار الجاري.

وأعلنت الوكالة النووية الأوكرانية، الجمعة، مقتل ثلاثة جنود أوكرانيين وإصابة اثنين، إثر اندلاع حريق بعد هجوم روسي على منشأة “زابوريجيا” النووية.

وقال المتحدث باسم الوكالة أندري توز، للتلفزيون الأوكراني، إن القذائف سقطت مباشرة على المنشأة، وأضرمت النيران في المفاعل رقم 1، الذي لا يعمل ويخضع للإصلاحات، وفق “أسوشييتد برس” الأمريكية.

من جانبها، حذرت شركة ” إنيرهواتوم” المشغلة للمحطة، في بيان، من فقدان القدرة على تبريد الوقود النووي، موضحةً أن ذلك قد يؤدي إلى وقوع حادث “أسوأ” من كارثتي محطة “تشيرنوبيل” عام 1986، و”فوكوشيما” عام 2011 في اليابان.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، في بيان، إن رجال الإطفاء الأوكرانيين أخمدوا حريقا في أكبر محطة نووية في أوروبا، مؤكدا عدم إطلاق أي إشعاعات.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية سيطرت على الموقع “بالكامل”، لكن طاقم المصنع يواصل العمل فيه لضمان استمرار عمله.

وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

وقتل 47 شخصا اثر ضربة جوية روسية استهدفت مدينة تشرنيهيف في شمال أوكرانيا، وفق ما أعلنت السلطات المحلية الجمعة.

وقالت السلطات المحلية على فيسبوك “في الثالث من آذار/مارس، قتل 47 شخصا (38 رجلا وتسع نساء) بضربة جوية روسية على منطقة سكنية في تشرنيهيف”.

ورغم إصرار روسيا منذ بدء غزوها لأوكرانيا قبل أكثر من أسبوع على أنها لا تستهدف مناطق مدنية، إلا أن أدلة عديدة تؤكد عكس ذلك.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى