توقعّات الخبراء في الكيان: انتخابات الكنيست الرابعة المقبلة لن تكون الأخيرة لأنّ نتنياهو لن يتمكّن من تشكيل حكومة ويجِب الاستعداد لجولةٍ خامسةٍ في غضون سنتيْن
رغم الترجيحات التي تشير إلى إمكانية حصول رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، على 61 مقعدا في الكنيست، يبدو أنّ الانتخابات الداخلية الرابعة في الدولة العبريّة، التي ستجري بعد غدٍ الثلاثاء، ستتحول إلى “كابوس” بالنسبة له، لكونها ستعبد الطريق لجولة خامسة.
وفي هذا السياق، قالت مراسلة الشؤون السياسيّة دافنا ليئيل في مقال نشره موقع القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ إنه “مع الاقتراب من خط النهاية، فإنّ السؤال الذي سيقرر ليس من الذي بدأ الأزمة، ولكن من الذي سيقتنع بأنه قادر على إنهائها”، مضيفة أنّ “ظروف نتنياهو أفضل بكثير من سواه من باقي المرشحين، لأنه حسب استطلاعات الرأي سيكون على بعد مقعد واحد فقط من تشكيل الحكومة القادمة”.
واعتبرت أنه “حتى لو حصل نتنياهو على 61 مقعدا، فلن يتم بالضرورة تشكيل حكومة مستقرة، لأنه في نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2018، قرر حلّ حكومته ذات الـ61 مقعدا، بعد أنْ واجه صعوبة في إدارتها، ومنذ اللحظة التي غادر فيها أفيغدور ليبرمان الحكومة، كان من الواضح أنّ هذه ليست الطريقة لإدارة الدولة، والسبب الرسمي لحل الحكومة هو صعوبة التوصل لتفاهمات حول بعض مشاريع القوانين في الكنيست”.
وأشارت إلى أنّ “السبب الحقيقي أن نتنياهو سئم من تهديدات أعضاء الكنيست، حتى إنه في الأسابيع التي سبقت حل الحكومة، هدد بيتسلئيل سموتريتش (رئيس كتلة “الصهيونية الدينية”) بعدم التصويت مع الائتلاف ما لم تتم إعادة مستوطني الخليل إلى منازلهم التي جرى إخلاؤها. ورفض كل من دافيد أمسالم وأبراهام نغوسا من الليكود الانصياع للانضباط الائتلافي حتى تمرير هجرة تسعة آلاف يهودي إثيوبي إلى إسرائيل”.
وأكّدت ليئيل أن “نتنياهو يدرك بعد كل هذه التجارب، أن أي حكومة تضم 61 عضوا فقط، هي وصفة لصداع دائم، ويرجح أنه حتى لو حققها، فسوف يعمل بلا كلل لتوسيعها أو استبدالها”.
وكشفت الكاتبة، التي اعتمدت على مصادر عليمةٍ بالكيان، كشفت النقاب عن “تباينات كبيرة في حكومة نتنياهو القادمة، على الرغم من أنها تبدو متجانسة للوهلة الأولى، فقد صرح إيتمار بن غفير (رئيس حزب “عوتسما يهوديت”) أنه لن يوافق على الجلوس في الحكومة إذا لم تقدم قانونًا يوقف محاكمة نتنياهو”.
وأشارت ليئيل إلى أن “نفتالي بينيت (رئيس تحالف “يمينا”) وآياليت شاكيد (عضو في التحالف) أقسما أنهما لن يوافقا على أي تشريع يوقف المحاكمة، وأكدت أنه لن يكون هناك قانون فرنسي، ولا قانون حصانة”، مضيفة أنه “على الرغم من أنهما بعيدان عن تشكيل الحكومة، لكنهما سيحاولان الادعاء بأنهما قريبان جدا من إحباط حكومة نتنياهو المتطرفة”.
وأوضحت أن “يائير لابيد (رئيس حزب “هناك مستقبل”) من جهته لا يخفي أنه يقاتل من أجل الحصول على تفويض بتشكيل الحكومة القادمة إنْ حصل على 61 مقعدا، وإلّا فإنّ نتنياهو سيشكل حكومة تعتمد على المتطرفين وأتباع القاتل باروخ غولدشتاين”.
وختمت ليئيل قائلة إن “نتنياهو يواجه هذه المرة لاعبين آخرين، وأكثر خبرة، مثل غدعون ساعر (زعيم حزب “أمل جديد” الإسرائيلي) وزئيف ألكين وآخرين، وقد تكون نتائج الانتخابات مجرد نقطة انطلاق لمعركة جديدة حول إدارة إسرائيل”، بحسب تعبيرها.
صحيفة رأي اليوم الألكترونية