مُستشرِقٌ إسرائيليٌّ:”بايدن يدفع تركيّا إلى أحضان تل أبيب وأردوغان فشِل في جميع سياساته بالشرق الأوسط والعلاقات الاقتصاديّة بين البلدين مستمرّة في الازدهار.. تركيا ليست مُعاديةً لإسرائيل أكثر من الأردن ومصر”

 

رأى المُستشرِق الإسرائيليّ، البروفيسور إيال زيسر، أنّه “في الأشهر الأخيرة، أشارت أنقرة إلى أنّها تريد تحسين علاقاتها مع إسرائيل، صحيح أنّ العلاقات الاقتصادية بين البلدين مستمرة في الازدهار وتركيا هي أحد شركائنا التجاريين المهمين. لكن على المستوى السياسيّ، هناك مأزق كامل يسعى الأتراك الآن إلى حله”.

 وتابع في مقالٍ نشره اليوم الاثنين في صحيفة (يسرائيل هايوم)، المُوالية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تابع “لكن يبدو أنّ شيئًا ما يتحرك في تركيا مع ذلك، وحتى أن وزير الطاقة يوفال شتاينتس تلقى الأسبوع الماضي دعوة من وزير الخارجية التركي لحضور مؤتمر دولي يعقد في اسطنبول برعاية أردوغان. من المثير للاهتمام أنْ نلاحظ أنّ وزير الطاقة – وهو مجال تهتم فيه تركيا بتعزيز العلاقات مع إسرائيل – هو الذي تلقى الدعوة، ويبدو أنه ينوي الاستجابة لها”.

ومضى المُستشرِق قائلاً: “يجب على إسرائيل أنْ تُعامِل تركيّا بعرف ثقيل ومريب. لا يمكن الافتراض أنّ أردوغان سيغير جلده، ويمكن تقدير أننا سنواصل “الاستمتاع” بلآلئ لسانه في إدانة إسرائيل. لكن الحقيقة هي أن أردوغان لم يتجاوز أبدًا الخطوط الحمراء، وكانت خطواته في الغالب علاقات عامّة بينما استمرت في الميدان في إثارة نظام متشعب من العلاقات الاقتصادية وغيرها”.

وتابع بروفيسور زيسر أنّه “في السنوات الأخيرة، تلاشى نجم أردوغان في تركيا والشرق الأوسط بأكمله. لقد انهارت رؤيته – رؤية الهيمنة التركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط – وسط ضجة كبيرة بعد هزيمة حركات الإخوان المسلمين في العالم العربي التي ألقى بضربها عليها في معركة في معظم الدول العربية”

وأكّد أنّه “فقط في قطاع غزة تسمح إسرائيل لحماس بالازدهار والازدهار. في الوقت نفسه، فوتت تركيا تدريب التعاون الإقليمي بين معظم دول المنطقة، بما في ذلك اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر. وهكذا ، فإنّ إسرائيل ودول أخرى تنتج بالفعل الغاز من مياه البحر الأبيض المتوسط ​​وتروج أيضًا لتصدير الغاز إلى أوروبا، بينما يتخلّف أردوغان كثيرًا”.

“لكن”، استدرك المستشرق الإسرائيليّ، وهو نائب رئيس جامعة تل أبيب، استدرك، “كلّ هذا طغى عليه الظل المهدد لإدارة بايدن. فواشنطن تُحافِظ على اللهجة اللينة والتصالحية للعدو الإيراني، بينما يتغلب على الحلفاء في المنطقة ، مثل السعودية. الآن جاء دور أنقرة. يوم الثلاثاء ، أقر بالإبادة الجماعية للأرمن ، وهي قضية حساسة تجنبت جميع الحكومات السابقة التطرق إليها. بايدن ، على عكس ترامب ، ببساطة لا يحسب أردوغان.

وأردف قائلاً: “لذلك فإنّ الخوف من تحركات واشنطن في المجالات السياسية والأمنية وخاصة الاقتصادية يدفع أنقرة في اتجاه إسرائيل. صحيح أنّنا ربّما لن نعود إلى تحالف مصالح وثيق وحميم، وستظل العلاقات بين البلدين تقف في ظل تصريحات أردوغان. لكن البلديْن لديهما العديد من القضايا المشتركة التي يتعاونان بشأنها، من القضية الإيرانيّة، إلى القضية السورية، إلى إنتاج الغاز من البحر الأبيض المتوسط.

واختتم مقاله التحليليّ بالقول إنّه “بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أنّ تركيا ليست معادية لإسرائيل أكثر من بعض جيراننا العرب، مثل الأردن أوْ مصر، الذين تربطنا بهم علاقات سلام. في المقابل، العلاقات الاقتصادية أعمق بكثير وأكثر تطورًا ويتّم الترحيب بالسياح الإسرائيليين هناك”، كما أكّد المُستشرِق الإسرائيليّ البروفيسور إيال زيسر.

صحيفة رأي اليوم الألكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى