العدوان على اللاذقية: إسرائيل تُذكّر بـ«أولوياتها»
في سياق الهجمات المتكرّرة التي يشنّها العدو على أهداف داخل الأراضي السورية، نفّذ سلاح الجوّ الإسرائيلي ، سلسلة غارات ضدّ أهداف عسكرية ومدنية في محافظة اللاذقية الساحلية ومحيطها، أدّت إلى مقتل مدني واحد وإصابة ستّة آخرين بينهم طفل ووالدته. وفي تفاصيل العدوان، فقد استهدفت الطائرات الحربية، بصواريخ مختلفة، عدّة مبانٍ في مدينة اللاذقية، في محلّتَي حيّ الرمل ودوّار السمرا، من بينها مصنع مدني لإنتاج البلاستيك، علمت “الأخبار” أن “ملكيّته تعود إلى شخص من التابعية الإيرانية، يمتلك عدّة مؤسّسات صناعية وتجارية داخل سوريا”. كما استهدف العدوان مبنى سكنياً في بلدة الحفة، وموقعاً عسكرياً في بلدة دير شميل قرب مصياف غرب محافظة حماة. وتُعتبر هذه من المرّات القليلة التي تَستهدف فيها طائرات العدو محافظة اللاذقية، وخصوصاً مدينة اللاذقية التي تتمركز فيها القوات الروسية. كما أنها من المرّات القليلة التي يتمّ فيها استهداف منشآت مدنية تماماً.
وتأتي تلك الهجمات في ظلّ امتعاض إسرائيلي شديد من المحادثات غير المباشرة الجارية بين الإيرانيين والأميركيين في فيينا، حول العودة إلى تطبيق الاتفاق النووي. وعليه، يُفهم من سياق غارات أمس أنها محاولة إسرائيلية لتأكيد ثبات تل أبيب على استهداف ما تعتبره “الوجود الإيراني في سوريا”، على رغم تغيّر الظروف الدولية في الأشهر الأخيرة، والتي دفعت حكومة العدو إلى التحذير ممّا تعتبره “اتفاقاً نووياً جديداً سيّئاً بين إيران والقوى العالمية”، معتبرة أن “ساعة الحرب مع طهران آتية”. وكانت تل أبيب أرسلت مندوبين بارزين إلى واشنطن الأسبوع الماضي لبحث مسألة إيران مع نظرائهم الأميركيين. وقال البيت الأبيض إن المسؤولين اتفقوا على “التهديد الكبير” الذي يمثّله سلوك إيران الإقليمي. وطوال الأشهر الماضية، هيمنت على محادثات فيينا ما بدا أنه هجمات متبادلة على سفن إسرائيلية وإيرانية، فضلاً عن انفجار في محطّة تخصيب اليورانيوم في نطنز داخل إيران، اتّهمت طهران العدو الإسرائيلي بالمسؤولية عنه.
إلى ذلك، أجرى وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أمس، مباحثات هاتفية مع نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، عرض فيها الأوّل التحضيرات التي تقوم بها الحكومة السورية لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، مندّداً بدور بعض الدول، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة الأميركية، في “استهداف لقمة عيش السوريين ونهب نفطهم وقمحهم ومختلف مواردهم”. كما أكد المقداد دعم بلاده لإيران وموقفها المتمسّك بحقوق شعبها وسيادته واستقلاله، وخصوصاً في ما يتعلّق بالمفاوضات الجارية في فيينا. وجدّد ظريف، بدوره، موقف بلاده الداعم لسوريا في إجراء انتخاباتها واستحقاقاتها الدستورية، منوّهاً بـ”بطولات الجيش العربي السوري في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية ومختلف أشكال العدوان التي تستهدف الشعب السوري”.