العدو
“كلنا كالقمر…له جانب مظلم “
______________________________________________
صعد الرفاق
إلى الجبل.
في أيديهم بنادق
من دول متعددة الفوهات
وفي جعبة الذخيرة والثأر
ما يكفي،
ولكن العدو…
كان قليلاً.
كان مسكيناً (بالأحرى)
وجائعاً.
لم نفاوضه على الاستسلام
ولم نقل له أن يركع رافعاً
فوق تاريخه الدموي وعلى مدافعه المحطمة، راية بيضاء.
لكننا طلبنا منه
أن يشوي لنا خروفاً
وأن يقدم الخمر
وأن ينفض الرماد
عن أسياخنا
وأن
يرفو لنا (بإبرة نصرنا الصغير)
ما تبقى من ذاكرة الهزائم.
كنت أفضل ألا أرى عيني هذا العدو
ولا بذلته المدماة
ولا أمّه في ملامح الوجه النحيل
تبكي، كامهاتنا سابقاً.
كنتُ افضل ألا آكل اللحم من سكينه
ولا أشرب النبيذ من يده المرتجفه.
كنتُ أفضّل
أن نجلس …
أحدنا لا يسأل الآخر:
“من أي كتيبة أنت
بل من أي كتاب جئت؟”
وأقول له: اسمع…اسمع جيداً،
أنا “جئتُ من نَزقٍ
في حليب الأم .
من نتوء فوق أنثى الذكريات .
ومن ذاك الذي هناك في الأعالي
يقود إلى مذبحةٍ كلما أراد النصر.
جئتُ من نصّ لا يفاوض أحداً.
مرفوعاً
إلى رتبة في الجيش .
جئتُ مما لا تحبون
ومما تكرهون…
جئتُ من مكاني هنا
حين أزحتني قليلاً
كثيراً… وظل مكاني…هنا .
كنتُ أفضلُ أن نقتسم البرد ،
وأن نحشو غلايين الهدوء.
وأن لا نفكر، مثلما يفعل المحاربون،
بأننا قادرون، من باب التفاخر،
قادرون على…
إصابة عنزة ترعى الغيوم……
لكنني:
هدأتُ
أكلتُ
شربتُ
نمتُ.
والعدو أمامي ،
يحدق فيما تبقى من شواء المنتصرين !
……………..
صعد الرفاق إلى الجبل .
نزل الرفاق من الجبل .
كنت وحيداً… منفرداً وراء غيومي.
وفي منتصف القلب …
في صفحة دفتري السرّي:
“هزمت”.
“من ديوان “انتيه الى ربما”