قمة جنيف : عدم الإصطدام ، أم التخفي بالدبلوماسية ؟!
في قمة جنيف لخص الرئيس بايدن نتائج قمته مع الرئيس بوتين بـ ( أتفقنا على الحوار لتحقيق الإستمرار الإستراتيجي في العالم ).
و كان في بداية مؤتمره الصحفي قد قال أنه تأكد من أهمية ( الحوار وجهاً لوجه ). و أعتبر ما جرى بداية لآفاق حوار يحقق مصلحة الدولتين العظميين ومصلحة العالم عبر الإستقرار الإستراتيجي .
من جهته رد الرئيس بوتين ، في مؤتمره الصحفي. على كل الإتهامات المساقة ضد روسيا في الإعلام الغربي مع تأكيده على خبرة الرئيس بايدن السياسية .وإصراره على الحوار والدبلوماسية.
وفي مجمل ما أعرب عنه بوتين حول القمة كان يصب حول الفكرة التي أكدها بايدن أيضاً وهي ( الحوار للوصول إلى التوافق و التعاون الإستراتيجي ) .
لخص أحد الخبراء أن النتيجة الهامة للقمة هي ( الإتفاق على العمل لتفادي الإصطدام ) خاصة وأن القوتين العظميين تعملان على مقربة وتلاصق في أكثر من مكان .
ويبدو أن فكرة بايدن حول ضرورة تجنب إستهداف البنى التحتية الأساسية بشكل يؤثر على عملها سواء كان هذا إستهدافاً سيبرانياً أو غير سيبراني كانت جوهر ما جاء الرئيس الأميركي ليفعله في جنيف .
أما بوتين فقد حقق ما يريد من القمة بالظهور واثقاً من سياساته ومتمسكاً بالشرعية الدولية .
و يبدو أن ما قاله بايدن عن بوتين حول ما لمسه بمواجهته. ( أنه يريد الإعتراف بمكانة بلاده العالمية، وقد أعطيته ما يريد ).
وبالفعل فقد وصف بايدن روسيا بـ ( الدولة العظمى ) بعدما ما كان أوباما وصفها بـ ( الدولة الإقليمية ) .
و هناك من رأى أن إستراتيجية بايدن مع بوتين تسعى إلى إحتوائه بعيداً عن الصين لتسهيل مقاومتها .
في غضون ذلك بوتين أراد أن يحقق حضوراً عالمياً لبلده . في ترتيب العالم و إدارته و يبدو أنه لفت العالم بالفعل إلى أهمية التعاون مع روسيا لتحقيق الإستقرار الدولي.
ما يهمنا في سورية
يبقى ما يهمنا في سورية ما قاله بايدن حول ما أبداه الرئيس بوتين من إستعداد للتعاون والمساعدة في تحقيق الإستقرار الشامل في سورية .
و اتضح أن الرئيس الروسي أقترح على بايدن ضرورة الحوار والتعاون مع الرئيس الأسد لتحقيق إستقرار سورية والمنطقة و ضمان عدم عودة الإرهاب.
و رغم الإشارة السلبية والغامضة من بايدن . بما يعني وجود إمكانية لأن تكون هذه الفكرة لابد أن تكون من ضمن المواضيع التي سيبحثها الخبراء ضمن الحوار الشامل المتفق عليه .
بدا بايدن مهموماً بالوصول إلى توافق و تعاون إستراتيجي مع بوتين، و ظهر بوتين قوياً واثقاً من مواقفه القائمة على القوانين الدولية. والطامحة للتعاون مع العالم كله و ليس مع أميركا وحدها.
دبلوماسية بايدن، و ثقة بوتين، جعلت القمة على ما يبدو هادئة، ومتفاعلة ومتفاهمة ضمن الإختلافات. وبصيرة بإعتماد ( الحوار الشامل )، وحكيمة بجعل ( الإستقرار الإستراتيجي ) الدولي هدفها . . فهل سينجح هذا الحوار الشامل ؟؟ و هل سينعم العالم بـ ( الاستقرار الاستراتيجي) و يساهم في إنتاج نظام عالمي جديد ؟؟.وبالتالي هذا ما ستؤكده الأيام رغم أن بوتين أوضح أن المتوفر الآن مجرد ( ومضات ) !!
قمة جنيف
ونتيجة لذلك تعد قمة جنيف هامة ، إذا جنبت القوتين العظميين الإصطدام لأن أي إصطدام يحمل الخشية من تدحرجه إلى حرب .
و هي هامة إن فهم كل طرف مصالح الطرف الآخر. و احترامها . أليست الدبلوماسية هي فهم الآخر واحترام مصالحه لتحقيق التعاون معه ؟؟ الخوف أن تكون القمة ستاراً دبلوماسياً لعملية السيطرة على العالم التي تعلنها أميركا ، والتي تخفيها روسيا ؟؟؟!!.