( وليم بيرنز) في المنطقة : تسوية أم حرب ؟؟!!
الأنباء عن زيارة رئيس المخابرات المركزية الأميركية وليم بيرنز إلى لبنان بعد إسرائيل، ترافقت بتصريحات رسمية أميركية إسرائيلية تفيد أن بيرنز بحث في إسرائيل أهمية الوصول إلى إتفاق مع إيران حول البرنامج النووي ، بينما يرى محللون مواكبون لهذه الزيارة بأن التصريحات الرسمية حولها ما هي إلا قنابل دخانية هدفها إخفاء حقيقة ما يقوم به بيرنز في المنطقة . فماذا يمكن أن يكون مجرى و هدف زيارة صاحب ( دبلوماسية القناة الخلفية ) في المنطقة ؟؟ و هل هناك قناة خلفية بدأ تفعيلها ؟؟ و لأي هدف ؟؟
هناك من يرى أن الإدارة الأميركية كلفت الخابرات المركزية الأميركية بالتنسيق مع الدوائر الإسرائيلية، و خاصة الموساد و الجيش الإسرائيلي، للتعاون في تنفيذ أعمال و مواقف لردع إيران . و هذا يشي أن هناك مساع للعمل بين أميركا و إسرائيل في تنفيذ هجمات سيبرانية ، أو القيام بإغتيال و إشعال حرائق و هجمات بطائرات مسيرة ، و تفجيرات لمفاصل عصبية في الدولة الإيرانية عبر إشعال صواعق متفجرة نائمة في هذا الموقع الإيراني أو ذاك ، دون إستبعاد بقاء الخيار العسكري الجوي الصاروخي على طاولة البحث . و هل من الصعب إبقاء هذه العمليات مجهلة رغم معرفة الجميع من يقوم بها ؟؟ كما أنه من غير المستبعد أن تكون إسرائيل في الواجهة كي يتاح لواشنطن الإستمرار في الوصول إلى إتفاق مفيد حول البرنامج النووي .. إذن ما بحثه بيرنز في إسرائيل أكبر و أخطر مما غطته التصريحات الرسمية بدخانها المضلل، فهل هناك ما هو أبعد من ذلك ؟؟
ما تسرب في بيروت أن بيرنز جاء ليبحث ما يمكن أن تحصل عليه إسرائيل و أميركا إن قامت بالإنسحاب من مزارع شبعا المحتلة . وهناك من يتحدث عن إقتراح بيرنز لسحب سلاح حزب الله و تحديد الحدود البحرية مع إسرائيل مقابل الإنسحاب من شبعا . مع إشارة إلى هذا الطرح من بيرنز ربما يكون جزءاً من مبادرة اميركية حول تسوية مع إسرائيل تشمل لبنان، حزب الله، و سورية و الجولان، و يتم إنضاجها عبر هذه القناة الخلفية . هذه الطروحات تضيئ إحتمالية أن تكون الزيارة تعمل على إنضاج تسوية في المنطقة بين إسرائيل من جهة و لبنان و سورية و إيران من جهة أخرى . و هناك من يرى أن مثل هذه التسوية ربما تفيد في الوصول إلى إتفاق حول البرنامج النووي ترضى عنه كل الأطراف.
فهل صحيح أن بيرنز بحث تسوية شاملة مع التحضير لأعمال ردع إسرائيلية أميركية ؟؟ و هل صحيح أيضاً أن لسان حاله يقول : ندعوكم للتسوية و الإتفاق و إلا فإن عمليات الردع الإنتقامية موجودة إسرائيلياً وبدعم ومشاركة أميركية قائدة .. ..وهل من علاقة بين زيارة بيرنز للمنطقة وبين ما سيبحثه مؤتمر جوار العراق من حلول وتسويات لقضايا المنطقة .؟؟؟ و هل من تنسيق بين واشنطن و موسكو في هذه القنوات الخلفية ؟؟
بوابة الشرق الأوسط الجديدة



