ورقة مصريّة جديدة للتهدئة: المقاومة لا تمنح مهلاً إضافية
في الوقت الذي حطّ فيه وزير المخابرات المصرية، عباس كامل، في دولة الاحتلال، للقاء رئيس وزرائها، نفتالي بينيت، ووزير أمنه، بني غانتس، اتفقت الفصائل الفلسطينية على تفعيل الأدوات الشعبية مجدّداً على حدود قطاع غزة، في إطار تصعيد الضغوط على العدو. وعقد كامل، أمس، مباحثات مع مسؤولي الحكومة الإسرائيلية حول سبل التوصّل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد مع القطاع، يضمن حالة من الهدوء لعدّة سنوات، بعد إتمام صفقة تبادل للأسرى، وتسهيل عملية إعمار غزة وتحسين ظروفها الاقتصادية، وفق ما ذكرت مصادر عبرية، فيما تحدّثت مصادر مصرية عن أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كلّف كامل بزيارة رام الله وتل أبيب لدفْع “جهود السلام” التي يرعاها بنفسه. وأشارت المصادر إلى أن التحرّك المصري الأخير جاء بعد تهديدات متجدّدة أطلقتها المقاومة، وأيضاً على خلفية رغبة أميركية في المحافظة على الهدوء في الأراضي المحتلة، عبر تخفيف الضغط عن القطاع، وإعادة إطلاق عملية المفاوضات بين الفلسطينيين والاحتلال. وفي أعقاب انتهاء لقاءاته في إسرائيل، انتقل كامل إلى رام الله، حيث التقى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ورئيس جهاز المخابرات العامة، ماجد فرج، في مقرّ المقاطعة، للتباحث في وضع السلطة، وإمكانية إحياء «مسار السلام»…
وفي قطاع غزة، علمت «الأخبار»، من مصادر فلسطينية، أن المصريين قدّموا ورقة جديدة تستهدف إرساء تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال، تشمل صفقة لتبادل الأسرى، وفتح معابر القطاع بشكل كامل، وإدخال المِنح العربية والدولية إليه، وإجراءات أخرى لتحسين وضعه الاقتصادي. وكان كامل طرح على الجانب الإسرائيلي تنفيذ صفقة التبادل على عدّة مراحل، وأن تُنجَز المرحلة الأولى في وقت قريب لتسريع التوصّل إلى اتفاق تهدئة. وناقشت الفصائل الفلسطينية، خلال اجتماع أمس، الورقة التي قدّمها المصريون، والخطوات الممكن اتّخاذها خلال الفترة المقبلة. ونقلت المصادر أن الفصائل اتفقت على تفعيل أدوات الضغط الشعبية على الرغم من الوعود المصرية، مؤكدةً أن هذه الضغوط لن تتوقّف إلّا بعد تنفيذ تفاهمات التهدئة التي كانت سارية قبل معركة “سيف القدس”، مشدّدة على أن وعود الوسطاء لن تستطيع اجترار مزيد من الوقت لمصلحة الاحتلال. كذلك، اتفقت الفصائل على تنظيم مهرجان شعبي في ذكرى إحراق المسجد الأقصى يوم السبت المقبل، في منطقة ملكة شرق مدينة غزة، بمشاركة كلّ القوى والفصائل الوطنية. وفي الإطار نفسه، قال المتحدّث باسم «لجان المقاومة الشعبية»، محمد البريم «أبو مجاهد»، إن المهلة التي أعطتها الفصائل للوسطاء انتهت، وإن مرحلة جديدة بدأت بوجه الاحتلال من خلال الأدوات الشعبية، لافتاً إلى أن اجتماع الفصائل ناقش عدّة نقاط، أبرزها عدم التزام العدو بما تمّ التوافق عليه على صعيد إعادة الإعمار ورفع الحصار، فيما جرى الاتفاق على برامج للضغط، تبدأ بمهرجان حاشد على حدود القطاع. وتزامناً مع تجديد المقاومة تحذيراتها، بدت واضحة نيّة العدو التخفيف من إجراءاته المفروضة على غزة، إذ أعلن غانتس أن حكومته ستعمل على تسهيل وصول المنحة القطرية، لكنه ربط دخولها بأنه سيكون “بعد معرفة إلى أين تصل الأموال”.
ميدانياً، ذكرت مصادر عبرية أن الجناح العسكري لحركة «حماس» أطلق، أمس، ثلاثة صواريخ تجاه البحر، في إطار التجارب الصاروخية التي تهدف إلى تحسين قدرات الحركة العسكرية.