كيفية إنهاء الصداقة بطريقة مهذبة؟
بعض الصداقات تدوم لفترة طويلة، ربما مدى الحياة، لكن في كثير من الأحيان نجد أنفسنا بحاجة إلى إنهاء الصداقة بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أن التغيّرات الكثيرة التي نمرّ بها وتؤثر على طريقة تفكيرنا وعلى نوعية العلاقات التي نحتاجها؛ غالباً ما تدفعنا إلى إنهاء بعض العلاقات أو نقلها إلى قائمة العلاقات الرسمية، بعد أن كانت من أكثر العلاقات عمقاً، والجيد أن هذا الإجراء كما تقول الدكتورة هبة علي الخبيرة النفسية من كتاب (حاسب قبل لما تتجوز) أن أي خطوة لإنهاء الصداقة- إجراء طبيعي وربما يكون صحيّاً أيضاً، هناك ثلاثة نماذج رئيسية لإنهاء علاقة الصداقة، ومعظم الصداقات تنتهي بواحدة من هذه الطرق الثلاث:
-
1. التلاشي التدريجي:
التلاشي التدريجي للصداقة طريقة غير تصادمية، تعمل على تقليل التواصل بشكل تدريجي والتهرب من الصديق؛ حتى تتلاشى علاقة الصداقة من تلقاء نفسها، ولا يتطلب ذلك مواجهة مع الصديق أو إنهاءً عنيفاً للصداقة أو حتى حواراً حول سبب إنهاء الصداقة، وغالباً ما يعمل التلاشي التدريجي بشكل أفضل عندما تكون الرغبة في إنهاء الصداقة متبادلة بين الصديقين، ولا ترتبط بموقف محدّد.
-
2. إعلان نهاية الصداقة:
إعلان نهاية الصداقة يتطلب مواجهة مع الصديق لإخباره بانتهاء الصداقة وتوضيح السبب، وعادةً ما يكون إنهاء الصداقة بهذه الطريقة مرتبطاً بسلوك معين أو تغيّر جذري في العلاقة، ويجب أن تكون هذه المواجهة بهدف إنهاء الصداقة بشكل مهذب ودون جرح أو إحراج.
-
3. إنهاء الصداقة من طرف واحد:
في بعض العلاقات لا يجب أن تفكري كثيراً بالابتعاد عن الصديق من دون جرحه أو إحراجه، ولا يجب أن تفكري حتى بتوضيح أسبابك أو نقاش الأمر، كل ما عليك فعله هو إنهاء الصداقة من طرفك، وقطع التواصل المباشر وغير المباشر وإنهاء اللقاءات؛ عادةً ما نلجأ لهذه الطريقة في حالات الإساءة الكبيرة.
طرق انهاء العلاقة
تظاهري بالانشغال
- إن أراد صديقك التخطيط للخروج معك فأخبريه بأنك منشغلة جداً هذه الأيام، بإمكانك تبرير انشغالك بذكر واجباتك المنزلية أو مشروعاتك الدراسية أو ارتباطات مع الأسرة، أو بعض الأنشطة الدينية التي تقومين بها.. حاولي أن تؤجلي الإجابة عن رسائله لبعض الوقت، ولا تتحدثي معه عبر الهاتف كثيراً كما كنتما تفعلان من قبل، وعندما تتحدثان حاولي أن تجعلي الحديث مقتضباً قدر الإمكان.
- تذكَّري ألا تحاولي أن تكوني فظةً؛ لأنه لا ينبغي عليك أن تجرحي مشاعر الآخرين؛ بل قُولي بطريقة لطيفة شيئاً مثل: “أنا آسفة لكن ينبغي أن أذهب الآن”.
- إن لم تشعري بالراحة في التظاهر بالانشغال؛ فاشغلي نفسك حقاً بالانضمام لأحد الأنشطة الثقافية أو الفرق الرياضية التي تعجبك ولا تعجب صديقتك؛ حيث يمكنك مقابلة أشخاص جدد، وهكذا سيكون لديك أسباب حقيقية للانشغال.
- اقضي بعض الوقت مع أصدقاء آخرين وتواصلي مع أسرتك، أو قومي ببعض المغامرات وحدك.
- لا تشاركيها تفاصيل حياتكِ كما كنتِ تفعلين من قبل، إن كنتِ معتادة على إخبارها كل شيء يحدث بينكِ وبين خطيبكِ، أو تتواصلين معها متى شعرتِ بالضيق بسبب مشاكلكِ الأسرية؛ فلا تفعلي ذلك بعد الآن، واجعلي أحاديثكما سطحية مما يتعلق بالدراسة أو العمل فحسب.
- إن أرادت صديقتكِ التحدث معكِ لساعات عن خطيبها؛ فحاولي أن تجدي طريقة لتجنُّب ذلك الأمر، أو اجعلي الحديث قصيراً قدر الإمكان.. بإمكانكِ إخبارها بأنكِ منشغلة ولا تستطيعين الحديث الآن، أو أنه ليس لديكِ إلا خمس دقائق للتحدث قبل أن تضطري للذهاب إلى تمرينكِ الرياضي مثلاً.
- لا تقومي بخطوات جذرية على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يتسبب إلغاء متابعتك للشخص على مواقع التواصل الاجتماعي وإخراجه من قائمة أصدقائك، أن يعرف كل الأصدقاء المشتركين أنك تحاولين قطع جميع الروابط بينك وبينها؛ حتى قبل أن يدرك الشخص وجود مشكلة من الأساس؛ لذلك فإن القيام بتلك الأشياء على الملأ، يحرمك من فرصة الانسحاب التدريجي، ويجعل القرار الشخصي الذي اتخذته بينك وبين نفسك مشاعاً للآخرين.
- قومي بإخفاء حساب الشخص من التنبيهات التي تصلك على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بدلاً من أن تزيليه من قائمة أصدقائك.
- التحلِّي بالصراحة: قرري ما ستقولين.. يُعد ذلك النوع من المناقشات صعباً بالنسبة للطرفين؛ لذلك من الأفضل أن تقومي مسبقاً بكتابة الأسباب التي دفعتك للرغبة في إنهاء الصداقة، واعلمي أنه لا ينبغي عليك جرح مشاعر الشخص؛ لذلك يجب أن تحرصي على إبداء أسبابك بطريقة مهذبة ومراعية لمشاعره بدلاً من لومه واتهامه.
- قد تحتاجين للتمرن على ما ستقولينه أمام أحد أصدقائك المقربين أو إخوتك أو والديك، هذا أمر طبيعي ومقبول طالما أنك اخترت شخصاً تعلمين جيداً أنه سيكتم الأمر ولا يخبر أحداً به، لأنه إن سمع صديقك من شخص آخر – أو الأسوأ، من عدة أشخاص – أنك تريدين قطع علاقتك به، سيجرح ذلك مشاعره بشدة.
- اجلسي مع صديقتكِ وأخبريها بما يحدث، إن كانت تلك صديقتكِ المقربة فمن حقها أن تتحدثي معها وجهاً لوجه، وتمنحيها فرصة لتجيب عما تقولينه؛ بدلاً من إرسال رسالة نصية لها، كوني واضحة معها من دون أن تكوني فظة، ولا تخبريها بأسباب واهية تجعلها تتعجب، ماذا حدث لكل ذلك!
- اختاري مكاناً هادئاً وبه قدر من الخصوصية لتمنحيها فرصة التفاعل مع ما تقولين من دون الشعور بالحرج من الناس؛ لذلك فإن قاعة الطعام بالمدرسة أو الفصل الدراسي لا يُعدَّان من الأماكن المناسبة على الإطلاق.
- اعلمي أنه من السهل تفسير الرسائل النصية بطريقة خاطئة؛ لذلك حاولي التحدث معها بصفة شخصية أو الحديث معها عبر الهاتف على الأقل، كما أنها قد تشعر بالضيق فتُطلع الآخرين على تلك الرسالة.
- حاولي أن تكوني لطيفة وحازمة في الوقت نفسه، لا تقولي شيئاً مثل: “لقد تحولتِ إلى شخص منحطٍ؛ لذلك فإن صداقتنا قد انتهت”؛ بل قولي شيئاً مثل: “لقد أصبحت صداقتنا تؤثر سلباً على حياتي؛ لذلك أرى أنه من الأفضل إنهاء صداقتنا”.
- امنحي صديقك فرصة للإجابة عما تقولين، قد تراود صديقك بعض الأسئلة أو قد يرغب في إبداء ضيقه من الأمر، كما أنه قد يصبح دفاعياً ليدرأ ما تقولين عن نفسه، أو يغضب أو حتى يبكي، من الأفضل أن تمنحي صديقك فرصة لإبداء تلك المشاعر، إلا إذا أصبح عدوانياً فحينها يجب عليك الاختفاء من أمامه، في نهاية الأمر سيشعر كلاكما بشعور أفضل؛ لأنه كانت لديه الفرصة للتعبير عن نفسه؛ حتى وإن كان الأمر صعباً وقتها.
- قد تشعر صديقتك بالحرج والضيق بسبب أخطائها التي أدت لذلك القرار، وقد تبدي الندم وترغب في إنقاذ تلك الصداقة، وحينها يمكنك أن تمنحيها فرصة أخرى إن أردت، وتتحدثا عن الأمر لتسويته.
- إن حاول صديقك أن يستدرجك للشجار معه فلا تفعلي ذلك، ولا تورطي نفسك في مشهد درامي كبير، لا تردي عليه حتى وإن قام بإهانتك.
- ابقي مع صديقتك حتى تستجمع شتات نفسها؛ لأنها قد تتأثر كثيراً أو تنهار بسبب ما حدث، وحينها قد تحتاجين للبقاء بجانبها حتى تستطيع استجماع قوتها لمغادرة المكان وحدها.