فاروق الشرع يكتب مذكّراته في «الرواية المفقودة»
في بادرة لافتة، أصدر «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات»، كتاب «الرواية المفقودة» لوزير الخارجية السوري السابق فاروق الشرع. والكتاب هو أقرب الى المذكرات، ويتوقف عند وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد، ويمثل شهادة تاريخية على الأحداث التي عاشتها سورية ولبنان وفلسطين والمشرق العربي عموماً، والتي عاشها العالم من منظور هذه المنطقة. إنّها كما يفيد الناشر، «شهادة كتبها سياسي مثقف قادر على الاجتهاد في فرز الغثّ عن السمين، والإشاعة عن الواقعة، والرأي عن الحقائق، ما يُكسبها أهميةً مضاعفةً». يضع الشرع قارئه أمام ما جرى في المنطقة العربية منذ الثمانينات من القرن العشرين، مع إلمام بتفاصيل الدبلوماسية وصنع القرار في سورية في الشأن الخارجي. وعاد الكاتب في مطلع كتابه إلى الطفولة والصبا، فكتب خلفية تاريخية للكتاب متواشجة مع سيرته الشخصية.
وتدور فصول من الكتاب حول علاقة الرئيس حافظ الأسد بأخيه رفعت، والعلاقة مع العراق وصدام حسين، وبعض تفاصيل العلاقة مع ياسر عرفات والتدخّل في لبنان وغيرها، وهي لا تقلّ أهمية عن الفصول التي تتناول المفاوضات السورية – الإسرائيلية منذ مدريد وحتى فشل لقاء جنيف بين بيل كلينتون والأسد، الذي يورد الكتاب الرواية السورية لتفاصيله للمرة الأولى. وثمة الكثير من الأمور في حياة سورية الداخلية لم يجْر التطرق إليها سابقاً، لا سيما ما يتعلق منها بطبيعة النظام وعلاقته بشعبه. واللافت أن الشرع يكتب من زاوية موقعه كوزير خارجية، وأهمّ ما يرويه يتعلق بالسياسة الخارجية لبلده، وزاوية النظر هذه هي التي تحمل الأسرار والتفاصيل، وهي أيضًا التي تقيّمها، ليس من منظور الباحث والمؤرخ، بل من منظور الشاهد أيضاً. فهو يكتب كما رأى الأمور في حينه، لكنه لا يبخل على القارئ بتعليقات وتقييمات تتضمن بعض المراجعة ، ومنها مراجعات ذات طابع وجداني.
وتوضح دار النشر أن الكتاب كان جاهزاً للنشر في نيسان (أبريل) 2011، لكنها قررت التريّث وعدم نشره بسبب الأوضاع في سورية. غير أنّ المدة طالت، وشعرت أخيراً أنّ من غير الممكن التأجيل أكثر من ذلك في عملية إصدار الكتاب.
صحيفة الحياة اللندنية