‘أبي سروال’ تنتمي الى أدب الصحراء
صدرت عن دار بيت الياسمين بالقاهرة رواية “أبي سروال” للكاتب والأديب المصري أشرف التعلبي.
والرواية التي حازت على جائزة حقل الرواية بمسابقة خيري شلبي الأدبية لعام 2021، هي ثالث الأعمال الأدبية للتعلبي بعد روايته “وطاويط النجع” ومجموعته القصصية “الحاجر”.
وحول عوالم رواية “أبي سروال” يقول الكاتب والأديب أشرف التعلبي: إنها تنتمي للروايات الاجتماعية الواقعية، والتي تنتمي إلى أدب الصحراء.
وتدور أحداث الرواية خلال رحلة عبر درب “أبي سروال”، ذلك الطريق المقفر الذي يسمع عنه ويعرفه كل أهل الصحراء.. الطريق الذي يمتد داخل الصحراء الغربية ويربط بين واحة الخارجة ونجع صغير يقع شمالي محافظة قنا يصحبنا الكاتب أشرف التعلبي مرافقًا فيها “عم حربي” ذلك الرجل الذي عشق الصحراء وأعطاها كل ما يملك حيث يطلقون عليه أنه ابن الصحراء، لاطلاعه على كل دروبها ومدقاتها، عاش فيها أكثر مما عاش في بيته، بين حضن أمه وأبيه ومن بعدهما زوجته وأبناؤه.
منذ أكثر من عشرين عاما وهو يرتحل من صحراء لأخرى، من وادٍ إلى آخر، يرشد القوافل إلى مبتغاها، أعطى للصحراء حياته وجعلها بيته، وكان جمله الأصفر صديقه المقرب.. كل هذا جعل منه دليلا يؤتمن على القوافل، ولا يجرؤ أحد مهما كان في أي قافلة أن يعترض على قراراته أو يعصيها، فهو أدرى منهم بقوانين الصّحراء.
يعيش أبناء “حربي” في بيت من الطّوب الأخضر، من طابق واحد، في غرفتين معقودتين بجريد النّخيل، الحوش في الخارج بجوار الغرفتين سقفه من عيدان البوص.
كان البيت يقف وحيدا بالقرب من البئر الجوفية الغربية الّتي يسقي منها أهل النّجع أكثر من مائة فدان، وهو نجع صغير يقع شمالي محافظة قنا جنوبي مصر، ويقيم فيه ما يقرب من سبعمائة نفر من الرّجال والنساء والأطفال.
تبدأ الرواية من رغبة “حربي” الملحة في الرّحيل إلى واحة الخارجة بالوادي الجديد رغم أن الحر شديد للغاية ولا يمكن السير في هذا التوقيت من العام بين الدروب في صحراء جرداء.
وعندما فشلت كل محاولاته في إقناع رفيق الرحلة قرر السفر برفقة ابنه الصغير الذي لم يتجاوز العشر سنوات، وقرر أن تكون الرحلة هذه المرة إلى واحة الداخلة وهي الأقرب إلى بيتهم في النجع، وبالتالي التمكن من الوصول في وقت قصير.
ومنذ أن دبت أرجلهم في درب أبي سروال تتابعت الأحداث بسرعة شديدة، وبدأ حربي يفكر ويفكر في الوصول بأمان إلى واحة الداخلة.. حتى حدثت المفاجأة التي لم يكن يتوقعها.