تعرف على الوجه المظلم للمسلسلات التركية
غزت المسلسلات التركية بأبطالها المميزين ومشاهدها الخلابة، كل انحاء العالم لكن هذا النجاح يخفي حقائق مظلمة.
فمن الشرق الاوسط الى دول البلقان، تحصد الانتاجات التركية نجاحا مذهلا.
وقد اصبحت تركيا في المرتبة الثانية عالميا لأكبر الدول المصدرة للاعمال الدرامية بعد الولايات المتحدة، وبلغت قيمة هذه الصادرات الفنية 150 مليون دولار سنة 2013.
الا ان مواقع التصوير في تركيا اصبحت ساحات للاشغال الشاقة التي لا تخلو احيانا من المخاطر.
وقالت تيلبي ساران الامينة العامة لنقابة الممثلين الاتراك:” جميع مواقع التصوير هي خطيرة، و لذلك يجب ان يتواجد هنا خبير أمني بكل تأكيد”.
واضافت “في هذه الظروف، يواجه العاملون في القطاع الذين يفوق عددهم 10 الاف شخص وهم في احيان كثيرة من دون عقود عمل ضغوطا مستمرة”.
والعام الماضي، اوقف نجم الدراما التركية کنان ایمیرزالي اوغلو لحيازته مخدرات.
وقال رئيس نقابة العاملين في قطاع السينما في تركيا:” كثيرون يتناولون المخدرات والادوية بكميات هائلة، لتهدئة اعصابهم، فمن المستحيل ان يقاوم الجسم هذا الكم من الضغوطات دون اللجوء للأدوية”.
واشار ظافر ايدن الى ان “الامر اشبه بحلقة مفرغة، كلما ازدادت شعبية المسلسلات، كلما اصبح الممثلون اكثر شهرة والحلقات اطول”.
وتأججت المنافسة بين المنتجين لدرجة غير مسبوقة الا ان نتائجها تزداد غموضا.
اذ ان اي تراجع في نسبة المشاهدة يقابله سريعا وقف للمسلسلات ما يقضي على ايرادات مئات الاشخاص من دون اي انذار.
وفي كل موسم، نصف المسلسلات البالغ عددها الاجمالي 50 الى 70 عملا تواجه هذا المصير.
واجتاحت المسلسلات المدبلجة مؤخراً الفضائيات العربية وسيطرت قصصها وأبطالها على سلوك الاسرة، كما طغت على الأعمال الدرامية التي يتم إنتاجها في الوطن العربي.
وشكلت المسلسلات التركية منافسا قويا لقطاع الإنتاج العربي وذلك لانها كما يبدو اكثر حيوية ومتنوعة الأماكن ولا تعتمد على الاستديوهات الثابتة كما ان بعض مناطق التصوير هي أماكن سياحية ملفتة الانتباه.
وتميزت الدراما التركية بطرح قضايا تمس عاطفة المتلقي كالمواضيع الرومانسية بالاضافة الى لهجة الدوبلاج المحكية السورية التي لعبت دورا في تقبل المشاهد العربي لها.
ويقول المنتجون ان ازدهار الدراما التركية على حساب الدراما العربية أمر متوقع نظرا للحالة الإنتاجية المتدنية لسوق الدراما في بعض هذه الدول والتي يعود سببها الى الأوضاع الأمنية والسياسية التي تعيشها منذ سنوات.
وقد بلغت حصيلة بيع المسلسلات التركية 3 ملايين دولار سنويا، ويتم عرضها في مصر والإمارات وسوريا والعراق والأردن ولبنان بالاضافة الى اليونان وإيران.
وقد ظهرت خطورة الانخراط في دوامة المسلسلات المدبلجة سلبيتها على الاسرة العربية، من خلال ما تقدمه هذه المسلسلات من علاقات اقرب الى “الحب الأفلاطوني” غير موجودة في الواقع أدت الى جذب الناس اليها، بحسب مختصين.
وبحسب الدراسات الإحصائية بلغ عدد مشاهدي المسلسلات التركية المدبلجة 85 مليون مشاهد عربي بينهم حوالي 50 مليونا من الإناث اي ما يعادل اكثر من نصف عدد النساء العربيات البالغات.
وغالبا ما تكون المسلسلات التركية مقتبسة من قصص حب كلاسيكية وتخلو من مشاهد إباحية.
وفي الوقت الذي تنتشر فيه في أمريكا اللاتينية المسلسلات المحلية حول قصص تجار المخدرات والمسلسلات الإباحية، تقدم المسلسلات التركية بديلا آخر للباحثين عما يهدئ الأعصاب، بحسب ما يقول الناقد رينيه نارانغو.
ميدل ايست أونلاين