واشنطن ترسل تعزيزات عسكرية إلى شرق أوروبا
أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أنها بصدد نشر آلاف العسكريين دعما لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية، في تعزيز لردها العسكري على مخاوف من غزو روسي لأوكرانيا.
وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف عسكري على الحدود مع أوكرانيا، بينما حذر قادة الغرب من أن أي توغل في الجمهورية السوفييتية السابقة سيُقابل “بعواقب شديدة”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن ألف عسكري متمركزين في ألمانيا سيعاد نشرهم في رومانيا، وألفي عسكري مقرهم الولايات المتحدة سينقلون إلى ألمانيا وبولندا.
وتابع “من المهم أن نوجه رسالة قوية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعالم بأن الناتو مهم للولايات المتحدة”، مضيفا “هذه ليست المحصلة الإجمالية لتدابير الردع التي سنتخذها”، مضيفا “هذه القوات لن تحارب في أوكرانيا. هي ليست تحركات دائمة. إنها رد على أوضاع حالية”.
وفيما يكثف قادة دول حلف شمال الأطلسي جهودهم الدبلوماسية لنزع فتيل أزمة أوكرانيا الموالية للغرب، أكد مسؤول كبير في الكرملين أن بوتين ونظيره الصيني شي جينبينغ متّفقان بشأن مسألة الأمن الدولي.
وتنفي روسيا أي خطط لاجتياح جارتها، بينما اتهم بوتين الغرب بتجاهل مخاوف موسكو الأمنية.
وأعلن الكرملين أن الصين ستُعبّر عن دعمها لروسيا خلال حضور بوتين افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية هذا الأسبوع في بكين.
وأكد كبير مستشاري الكرملين للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف في حديث مع صحافيين أن “الصين تدعم مطالبة روسيا بضمانات أمنية”.
وحدد مسؤولون روس مجموعة من المطالب لخفض التوتر، تشمل عدم انضمام أوكرانيا لعضوية الحلف الأطلسي وحظر نشر أنظمة صاروخية عند الحدود الروسية وسحب قوات الحلف الأطلسي في شرق أوروبا.
وفي أبرز تصريحات له بها بشأن الأزمة منذ أسابيع، أشار بوتين الثلاثاء إلى أن واشنطن تستخدم كييف كأداة لجر موسكو إلى نزاع.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان “أوكرانيا نفسها ليست إلا أداة لتحقيق هذا الهدف” المتمثّل بالسيطرة على روسيا.
وترك الرئيس الروسي الباب مفتوحا أمام إجراء محادثات، معبرا عن أمله في أن إيجاد حل في نهاية المطاف.
وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء، فيما أكد الأخير لاحقا أن واشنطن اتفقت على عقد المزيد من المحادثات.
وسلّمت الولايات المتحدة والحلف الأطلسي ردودا خطية لموسكو على مطالبها، أكد بوتين بأنه يدرسها.
ونشرت صحيفة “ال باييس” الاسبانية الأربعاء ما وصفته بنسخات مسرّبة من الردود التي أشارت إلى أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي يعرضان على موسكو إجراءات للحدّ من التسلّح وبناء الثقة.
والمقترحات حازمة في إصرارها على حق أوكرانيا وأي دولة أخرى في التقدم للانضمام إلى عضوية الحلف.
غير أن الردّ الأميركي وفق الصحيفة يشير إلى “التزامات متبادلة من قبل كل من الولايات المتحدة وروسيا بالامتناع عن نشر أنظمة صاروخية هجومية أرضية وقوات دائمة بمهمة قتالية في أراضي أوكرانيا”.
وكان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته آخر مسؤول ضمن حلف شمال الأطلسي يزور كييف للتعبير عن تضامنه مع أوكرانيا وقد التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وكان زيلينسكي قد استقبل الثلاثاء رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، المتوقع أن يجري محادثة هاتفية مع بوتين الأربعاء.
وتفاقم التوتر وسط خطط لإجراء تمارين عسكرية مشتركة بين روسيا وجارتها بيلاروس، حيث تقول واشنطن إن موسكو تخطط لنقل 30 ألف عسكري.
ومع التأكيد أن “النزاع ليس حتميا” اتهم كيربي الأربعاء بوتين بـ”مواصلة زعزعة الوضع بإضافة مزيد من القوات على الجانب الغربي من بلاده وبيلاروس”.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها وزارة الدفاع الروسية الأربعاء دبابات مسرعة في حقول تكسوها الثلوج في بيلاروس ومروحيات قتالية خلال تدريبات وحدات من البلدين قبل مناورات من 10 إلى 20 فبراير/شباط.
وتخوض أوكرانيا معارك ضد متمرّدين في منطقتين انفصاليتين منذ العام 2014، عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم. وقتل أكثر من 13 ألف شخص في المعارك التي تمثّل آخر حرب كبيرة مستمرة في أوروبا.
ميدل إيست أونلاين