بين قوسينكتاب الموقع

تصرخ الطفولة … فلتصمت الحرب …!!

فلتصمت الحرب في بعض الأحيان تقف مشدوهاً أمام ظاهرة تعترض طريقك فجأة .. لتشعر بعجز لغوي وصداع فكري من تبعات المشهد.(( طفل لم يتجاوز عمره الاثنى عشر عاماً.. يحمل سلاحاً وينظر بكل ثقة وتحدّ إلى جثة رجل مستكينة تحت قدميه .. ))
ظاهرة تسبب لي حالة من الاحباط، و الخوف من مجموع الأسئلة التي تتبادر الى ذهني، وكمية التهيؤات التي تعترض مخيلتي ..
براءة .. دم .. سلاح .. ثقة .. تحد .. جثة .. طفل .. مجرم .. قاتل .. حاقد .. مستقبل أسود يغتال حق الطفل بالحياة .. باللعب .. والتعلم .. والحماية … والامان.
أهم بنود اتفاقيات حقوق الطفل تنهار أمامي، لأرى مستقبلاً مشوهاً لمجتمع ينازع الحرب …..
اتفاقيات عمل نشطاء العالم على ترسيخها لتحييد الأطفال عن الحروب والصراعات والنزاعات المسلحة، وحمايتهم مما قد يتعرضون له من أذى نفسي وجسدي جراء همجية الحرب ووحشية العنف … فعندما صدر البيان الدولي لحقوق الطفل ، جاءخلاصة تجارب وجهود مضنية بذلها المجتمع الدولي، والمنظمات المدنية الحقوقية من أجل تجنيب الأطفال أي حرب أو نزاع مسلح .. وإيجاد آليات لتسهيل حركتهم ومعيشتهم وتعليمهم في زمن الحروب، وقد نصّت صراحة على :
اعتبار الطفل كل من لم يتجاوز سنه الثامنة عشر .. وعدم جواز إشراك أفراد دون سن الثامنة عشر في الأعمال الحربية من قبل المجموعات المسلحة النظامية، وغير النظامية وتأمين بيئة اجتماعية و صحية و نفسية سليمة، تضمن لهم حق الحياة الآمنة والمستقرة ، يمارسوا فيها باقي حقوقهم بالتعليم واللعب والحصول على الرعاية الصحية والنفسية والكمية الكافية من الاهتمام والحب ….
هذه الحقوق يتم انتهاكها يومياً في سوريا، من خلال مئات المشاهد المؤلمة، التي تغتال طفولتهم بقسوتها ،وعنفها ودمويتها ، فالاعلام ووسائل الاتصال والانترنت المتاحة بكل اباحيتها  دون ضوابط وروادع اخلاقية .. تتفنن في تدمير انسانيتهم
بعرضها لمشاهد القتل والدم والدمار، ناهيك عن تجنيد الأطفال في لعبة القتل و الموت العبثية .. والباسهم بدلة السلطة وتحميلهم السلاح ليشاركوا في معركة لا تعنيهم.
فهم اليوم ضحايا تجار الأزمات، والسلاح وصناع الموت، الذين يستخدمونهم كقوة مقاتلة وكدروع بشرية وكوسيلة حشدإعلامية  …!!
في سوريا هناك مئات المشاهد اللانسانية يومياً التي تخدش الطفولة البريئة، ليصبح الموت عادة يعيشها الطفل السوري بطريقةلعبه وتفكيره ومفرداته .. فالسلاح أداة اللعب اليومية …وقتل الآخر هي فكرة اللعبة الأساسية …!!
واقع يظهر قبح الانسان وإجرامه، عندما يشوه الطفولة ويسخرها لخدمته على حساب مستقبل من يدعي أنه يعمل لمستقبلهم . نحن اليوم نعاني فعلاً من العجز أمام جيل كامل مرت عليه مآسي الحرب، و تشرب جحيم الحقد، ودفع ثمن غياب العدالة الانسانية
فآثار الحرب تتكرر اليوم بأقسى صورها بعد أن دفع ثمنها أطفال فلسطين ولبنان والعراق واليوم سوريا .. لتحرمهم من أبسط حق من حقوقهم .. حق الحياة …لذا فلتصمت الحرب!!!
عقد نفسية نراها اليوم في تصرفاتهم وفي نظرات الخوف في عيونهم ممزوجة بملامح التحدي والحقد .. ستترك آثارها على مستقبلهم ليدفع ثمنها المجتمع بأكمله .. فهؤلاء جيل المستقبل وبناة الغد ..  مثقلين بأعباء الذخيرة .. ومنهكين من تشوهات
الموت  .. وهمجية الحرب..  يستصرخون ضمائر الانسانية بوقف العنف  .. لتعود للطفولة براءتها .. وللانسان  ضميره .. وللوطن ..ذاكرته .. وللاعلام  مصداقيته .. ليكون هناك أمل ببناء .. وعلاج .. ووطن.
بوابة الشرق الاوسط الجديدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى