قائد الدفاع الجوي الإسرائيلي: حزب الله خلق معادلة جديدة
في مقابلة مع صحيفة (معاريف) العبريّة، والموقع العبري (زمان يسرائيل)، أكّد قائد الدفاع الجويّ الإسرائيليّ السابق، الجنرال تسيفكا حايموفيتش أن الكيان سيُواجِه في الحرب المُقبِلة مع حزب الله تهديدا جويا واسعًا، وجاءت أقواله تعقيبا على اختراق المُسيرة التابعة لحزب الله أجواء الكيان، دون أن ينمكن الجيش من إسقاطها او حتى اعتراضها، الأمر الذي اعتبره الجنرال فشلا مدويا.
وجديرٌ بالذكر أنّ الحادثة وقعت بعد عدّة أيّامٍ من تصريح السيّد حسن نصر الله، الأمين العّام لحزب الله، عن الصواريخ الدقيقة والكشف عن انتشار منظومة حزب الله المُضادّة للصواريخ، لافتًا إلى أن من أهداف حزب الله هو خلق معادلة جديدة في مواجهة إسرائيل، مُحذّرا في ذات الوقت من تحليل وفحص الحادثة على أنّها منفردةً بحدّ ذاتها، مُوضِحا أنّ الخطر يكمن في أنْ تُجسّد حادثة المُسيّرة توجهًا نحو بناء تهديد جويّ له خصائص جديدة، ينضّم إلى تهديد الصواريخ الدقيقة، على حدّ قوله.
وشدّدّ الجنرال الإسرائيليّ على أنّ التهديد الجديد يتمتّع بمزايا متعددةٍ، حيثُ يحِّل مكان المنصّات الجويّة التقليديّة مركب من منصّاتٍ جويّةٍ صغيرةٍ من الصعب تعقبها، إذْ تُحلِّق الطائرة على علّوٍ مُنخفضٍ، وهي ذات سرعة بطيئةٍ وعاليةٍ، زهيدة الثمن، سهلة الاستخدام، وتتطلّب حدًّا أدنى على الصعيد اللوجيستيّ، سهلة الحركة والاختفاء، وتحوّلت عمليًا إلى سلاح الجوّ الجديد للدول والتنظيمات على حدٍّ سواء، على حدّ قوله.
وفي معرِض ردّه على سؤالٍ قال الجنرال حايموفيتش إنّ التهديد الجديد يضع سلاح الجوّ ومنظومة الدفاع الجويّ أمام تحدّياتٍ جديدةٍ، أولّها كشف التهديد عن تسللها، وطبعًا تحدّي اعتراضها، مُشيرًا إلى أنّ التهديدات الجديدة تميل لأنْ تُصبِح أشدّ قوّةٍ، وأنّ إسرائيل ستستيقظ بعد وقتٍ قصيرٍ نشهد فيه استخدام عشرات الطائرات الصغيرة والمُسيّرة في آنٍ واحدٍ، كما قال.
وكان الجنرال حايموفيتش، قد قال في مقالٍ نشره بصحيفة (معراخوت) العسكريّة إنّ إيران وحماس وحزب الله يُواصلون تحسين ترساناتهم العسكريّة من ناحية الكم والكيف والخبرة والقدرة بهدف إيصال دقّة إصابة الصواريخ إلى نسبةٍ عاليةٍ جدًا، مؤكِّدًا أنّ حزب الله اجتاز حدود الـ130 ألف صاروخ، ذات المدّيات المُختلفة، وبات يملك الآن عددًا أكبر بكثير من الرقم الذي كانت المخابرات الإسرائيليّة تُكرره جهارًا ونهارًا.
وبحسبه، فإنّ الأضرار التي ستحدث في إسرائيل نتيجة الهجمات الصاروخيّة ستكون خطيرةً جدًا، والتي ستؤدّي إلى إحداث الهدم وإيقاع القتلى، علاوة على أنّ الصواريخ ستكون من أنواعٍ مختلفةٍ، الأمر الذي يمنحها القدرة على إيقاع الإصابات الماديّة والبشريّة بصورةٍ لم تعرفها الدولة العبريّة في السابق، على حدّ تعبيره.
وبحسبه، منذ أنْ قصف الرئيس العراقيّ الراحل، صدّام حسين في العام 1990 إسرائيل وسبب لها أضرارًا فادحةً بالممتلكات، لم تُقصف إسرائيل، ولكنّ القصف العراقيّ كان بمثابة رسالةً لدولة الاحتلال بأنّ الأعداء سيتمكّنون من زرع الدمار بالعمق في حال كان بمقدورهم فعل ذلك، كما قال.
ولفت مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ، أمير بوحبوط، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، لفت إلى أنّه بعد 31 عامًا من القصف العراقيّ، بات أعداء إسرائيل في إيران، سوريّة، حزب الله وحماس أكثر قدرةً من الناحية الكميّة والكيفيّة في مسألة الصواريخ، وبمقدور الأعداء إصابة أيّ نقطة في جميع أرجاء إسرائيل، لأنّهم باتوا يملكون أنواعًا مختلفة من الصواريخ المُتقدّمة والمُتطورّة، على حدّ تعبيرها.
الجنرال حايموفيتش، شدّدّ في مقاله على أنّ الأعداء، وإلى جانب تطوير العقيدة العسكريّة المذكورة، يثابرون في إخفاء مواقع منصّات الصواريخ بهدف مُباغتة إسرائيل، على حدّ قوله. وبحسب البحث الذي أجراه الجنرال المذكور، والذي شمل جميع الحروب التي خاضتها إسرائيل منذ إقامتها، فإنّ التكتيك الذي ينتهجه الأعداء يتكّون من عنصريين: الأوّل، تحويل العمق الإسرائيليّ إلى ساحة حربٍ، والثاني زيادة كمية منصّات الصواريخ المُوجهّة نحو المراكز المُكتظّة بالسكّان لإيقاع أكبر قدرٍ من الإصابات، ولتصعيب مهمّة فرق الإنقاذ في عملياتها. وبرأيه، فإنّ العقيدة القتاليّة الإسرائيليّة ترتكز على ثلاثة عوامل: الردع، التنبيه المُسبق وحسم المعركة، على الرغم من أنّ هذه العقيدة لم يُصادق عليها بشكلٍ رسميٍّ.
ونقل الموقع العبريّ عن ضابطٍ كبيرٍ في سلاح الجوّ الإسرائيليّ قوله إنّه خلافًا للحروب السابقة فإنّ الدفاع عن العمق سيؤثّر سلبًا على قدرة الجيش في تنفيذ الهجمات، إذْ أنّ الجيش سيهتّم بالإضافة إلى ذلك بالدفاع عن المنشآت الإستراتيجيّة والأماكن الحساسّة، وإذا لم تتمكّن إسرائيل من الدفاع عن هذه الأماكن، فإنّ الجيش لن يتمكّن من تنفيذ المهام المنوطة به، الذي شدّدّ على أنّ الدفاع غيّر من وظيفته، التي باتت تحمل عدّة مُهمّات في نفس الوقت، على حدّ تعبيره.