إسرائيل وحلم “ناتو الخليج” هل سيتحقق قريبًا؟
إسرائيل وحلم “ناتو الخليجناتو الخليج” هل سيتحقق قريبًا؟… يبدو أن طموحات دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد حصولها على الضوء الأخضر العربي وفُرش لقادتها السجاد الأحمر لدخول العواصم العربية، لم ولن تتوقف عند حدود التطبيع، بل بدأت تتجهز لمرحلة أخرى تكون فيها إسرائيل هي المُسير والمتحكم الأول في الجيوش العربية والخليجية بالمنطقة.
إسرائيل التي دائمًا ما تستغل الظروف أحسن استغلالاُ، تتوجه الآن إلى لإنجاز وتحقيق خطوة تاريخية لم تكن تحلم فيها في السابق، باللعب على وتر “البعبع الإيراني”، وإقامة تحالفات عسكرية هي الأولى من نوعها في المنطقة.
“حلف ناتو الخليج” مصطلح بدأ يذكر بكثرة على وسائل الإعلام العبرية، خاصة بعد الزيارات السرية والعلنية لقادة الاحتلال للعوام العربية والخليجية، ما هي قصته؟، وكي بدأت إسرائيل الترويج لهذا الحلم الكبير.
وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أن رئيس الحكومة نفتالي بينيت، اقترح خلال زياراته إلى دول الخليج مبادرةً عسكرية تتمثل بإقامة نوع من حلفِ ناتو خاص بالخليج، وتكون إسرائيل بالطبع جزء منه.
كما قال محلل الشؤون العسكرية في قناة “كان” الإسرائيلية، روعي شارون، إنّه “بعد زيارة رئيس الأركان أفيف كوخافي إلى البحرين، سمعنا في الأيام الأخيرة عن مبادرةٍ من أجل خلقِ حلفٍ أو ائتلافٍ يجمع دولاً خليجيةً ضد التهديد الإيراني”.
وأضاف شارون أن كوخافي التقى أيضاً رئيس الأركان القطري”، وتابع أنّه “إذا ما انضمّت قطر إلى هذا الحلف، وتحوّل الأمر إلى أمرٍ علني، فهذا سيكون أمراً كبيراً جداً”.
من جهتها، أشارت مراسلة الشؤون السياسية في قناة “كان” أيضاً، غيلي كوهين، إلى الأمر ذاته، وأوضحت أنَّ طرح رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي تضمّن أن “تكون إسرائيل جزءٌ من هذا الحلف بالطبع”.
وقبل يومين، زار رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، البحرين، حيث التقى مسؤولين فيها، كما سبق أن زارها وزير الأمن بيني غانتس مطلع شباط/فبراير الماضي.
وفي شباط/فبراير أيضاً، زار رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت البحرين، حيث التقى المسؤولين هناك، بالإضافة إلى قائد الأسطول الخامس الأميركي الأدميرال براد كوبر.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات لنائب وزير الخارجية البحريني، عبد الله بن أحمد آل خليفة، قال فيها إن “الموساد موجود في البحرين، كجزء من تعاون الأخيرة، أمنياً واستخبارياً، مع إسرائيل”.
وأواخر العام الماضي، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إلى الإمارات، في أول زيارة رسمية لرئيس وزراء إسرائيلي منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين الطرفين، والتطبيع بين الجانبين في الـ 15 من أيلول/سبتمبر 2020، والذي تمّ توقيعه في واشنطن، برعاية أميركية.
وتحدث مراسلون إسرائيليون عن صحة ما ورد في تقارير عربية وأجنبية حول لقاء جمع كوخافي، ونظيره القطري سالم بن حمد بن عقيل، وذلك في مقر الأسطول الخامس الأميركي بالبحرين.
وفيما اكتفت وسائل الإعلام العبرية الرسمية بنشر الخبر نقلًا عن تلك التقارير، أكد مراسلوها عبر تغريدات في شبكات التواصل الاجتماعي ومنعهم من نشر ذلك بسبب الرقابة العسكرية، علمهم باللقاء الذي عقد في الأيام الأخيرة، لبحث التهديد الإيراني المتعلق بالطائرات المسيرة، والانضمام إلى حلف إقليمي لمواجهة تلك التهديدات وإمكانية نصب أجهزة رادار إسرائيلية متطورة للإنذار المبكر في قطر، ولم يتم تاكيد المعلومات حتى اللحظة.
فكرة “الناتو الخليجي” ليست وليدة اللحظة بل كشف عنها وزير الجيش الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان، في تصريحات لصحيفة “دي فيلت” الألمانية في عددها الصادر (28 فبراير 2017)، حين قال “لقد حان الوقت لتشكيل تحالف رسمي بشكل علني”.
وأضاف ليبرمان “لقد فهمت الدول السنية المعتدلة أن الخطر الأكبر ليس إسرائيل أو الصهيونية أو اليهود وإنما إيران”.
وتحدث عن وجود إمكانية للتعاون الإسرائيلي مع دول الخليج من خلال تقديم إسرائيل “وسائل لمكافحة الإرهاب” لدول الخليج العربية منها “القدرات الاستخباراتية، والإمكانيات العسكرية”.
وحول ذلك يقول بول بيلار، الخبير في الشؤون الاستخباراتية والدفاعية الأمريكي، إنه يبدو أن الدول الخليجية التي ستنضم لهذا التحالف “قلقة من الدخول في الفراش بعمق مع إسرائيل”، لكن هذه الخطوة تضع في الاعتبار “التحسن” الأخير للعلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية بعد جولة اتفاقيات التطبيع التي صنعها دونالد ترامب لإسرائيل قبل رحيله عن البيت الأبيض.
ويضيف بيلار الذي عمل كضابط استخبارات أمريكي رفيع للشرق الأدنى وجنوب آسيا، أن الدافع الرئيسي وراء عقد الحكومات الخليجية اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل والتي سميت باتفاقيات “أبراهام”- في إشارة للسلام بين الديانات السماوية الثلاث- هو دافع أمني، وليس “اختراقاً للنوايا الحسنة والسلام” كما يروج له. بالإضافة إلى رغبة الحكومة الإسرائيلية في إثبات أن استمرار الصراع مع الفلسطينيين واستمرار الضم الفعلي للأراضي المأهولة بالفلسطينيين، لن يحكم على إسرائيل بالنبذ من قبل المحيط العربي.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد أكد 2 مارس 2021 أن إسرائيل تعمل على إنشاء “تحالف أمني إقليمي مع دول الخليج التي لها علاقات مع إسرائيل وتشاركها المخاوف بشأن إيران”.
وكان غانتس قد صرح بأن “إسرائيل ستقيم علاقات دفاعية مع كل دولة لديها علاقات معها”.. مضيفاً: “نسعى بشكل كبير لإقامة ترتيب أمني خاص، ويمكننا مواصلة تطوير علاقاتنا في إطار هذا الإطار مع عدة دول وعواصم في المنطقة”.
وأمام هذه التطورات الهامة، يبقى التساؤل الأكبر.. من المستفيد من إقامة هذا التحالف؟ ومن سيدفع ثمن؟