كواليس اجتماع عمّان الوزاري: غياب ثلاثة وزراء خارجية وتقليص التمثيل السعودي والإماراتي “أقلق عمّان
يبدو بأن غياب ثلاثة من أبرز وزراء الخارجية العرب أعضاء اللجنة العربية المعنية بملف القدس عن اجتماع عمان الطارىء الذي دعت اليه العاصمة الاردنية و في اللحظات الاخيرة لتحضيرات هذا الاجتماع حدث ومشهد يحتاج للمزيد من القراءة و التحليل خصوصا وأن ظروف هذا الاجتماع والسقف الذي يمكن ان يصل إليه كانت مدار نقاش بين الدبلوماسيين طوال الأيام الثلاثة الماضية.
تصوّر عربي يعتقد خلف الستارة والكواليس بأن هذا الاجتماع اذا لم يتوصل إلى صيغة قرارات تحدث فارقا حقيقيا على الارض يمكن ان يسيء إلى الدول العربية او النظام الرسمي العربي فيما وجهة نظر دول اخرى وابرزها الدولة المستضيفة للاجتماع الاردن تؤكد بان الاجتماع ضرورة ملحة لاحتواء غضب الشارع العام على المستوى العربي في ضوء الاستفزازات الاسرائيلية.
طبعا على المستوى الدبلوماسي الاردني كانت تحضيرات الاجتماع لها علاقة قبل اي اعتبار اخر بالاجندة الاردنية حيث الوصاية الهاشمية الاردنية على المحك و تستهدفها حكومة اسرائيل اليمينية المتشددة وحيث عمان باتت مقتنعة تماما بان الجانب الاسرائيلي المتشدد والاستيطان في طريقه الى محاولة زرع خطة التقاسم المكاني والزماني مجددا.
اجتماع عمان بهذا المعنى بالنسبة للأردنيين وهم أصحابه إضافة إلى أن الأردن هو البلد الذي يترأس تلك اللجنة له مواصفات ويفترض ان يخدم خطة الاشتباك الاردنية العلنية مع اسرائيل وقوامها الدفاع وبكل الذخيرة السياسية والقدرات الدبلوماسية عن الوصاية الأردنية ثم التصدّي لبرنامج التقاسم الزماني والمكاني.
ويبدو في سياق المشهد او كواليس الدبلوماسية العربية عموما ان الهدف الاردني من الاجتماع لا تتعامل معه بقية الدول العربية بنفس الدرجة من الحماس وان كانت دول اخرى مستعدة للتفاعل او تطلق تصريحات عمومية مثلما فعلت وزيرة شؤون التعامل الدولي في دولة الإمارات وهي تتحدث عن ضرورة احترام الرعاية الأردنية.
بكل حال غياب وزراء خارجية كل من السعودية والجزائر والإمارات عن اجتماع عمان قد ينطوي على نوع من اصناف الاشكال السياسي او الرغبة في تنميط موقف مختلف قليلا عن موقف تلك الدول باستثناء الجزائر.
لكن السعودية والإمارات تحضر لقاء عمان المهم وبصيغة تقلص الحضور والتمثيل وفي اللحظات الأخيرة كما أبلغت غرفة عمليات وزارة الخارجية الأردنية.
صحيفة مدار الساعة الإلكترونية المحلية كانت أول منبر اعلامي يعلن مساء الاربعاء اي في اللحظات الاخيرة و قبل ساعات من انعقاد الاجتماع المفترض عن غياب وزراء خارجية كل من السعودية والإمارات والجزائر.
لم تتّضح بعد أسباب غياب وزراء خارجية الدول الثلاثة لكن الجانب السعودي تحدث عن حضور الاجتماع بصفة تمثيلية تعود لنائب وزير الخارجية السعودي فيما الوزير الأصيل قيل انه يتغيب لاسباب صحية عارضة وهي نفس الصيغة التي تحدثت عنها وزارة الخارجية الجزائرية، أما وزارة الخارجية الإماراتية فأبلغت أن من سيحضر ويمثل الامارات هو الوزير المختص في الشؤون الخارجية وليس وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد.
هذه التقاطعات لا بل هذا الاتجاه نحو تقليص الحضور بالنسبة لثلاثة دول تعتبر من الاطراف الرئيسية لاجتماع عمان يمكن أن يقرأ من أكثر من زاوية أو يفسر على أكثر من صعيد.
لكن عمان وأجندتها السياسية في الاشتباك مع الإسرائيليين تحتاج لعقد هذا الاجتماع واللجنة مشكلة أصلا من الأمين العام للجامعة العربية وثمانية من وزراء الخارجية العرب.
وبالتالي تحضر قطر ومصر وتونس والسلطة الفلسطينية اضافة للامين العام للجامعة العربية لكن الاردن بطبيعته الدبلوماسية لا يحتاج لقراءة خارج المضمون التوافقي العربي في هذه المرحلة الحرجة لاسباب الغياب المفاجئة وان كان يفضل وبصورة خاصة حضور الشيخ عبد الله بن زايد لهذا الاجتماع نظرا لاهميته قياسا بحالة التازيم والتوتر والتي انتقلت الى الصدام عسكري مع فجر الخميس في الاراضي المحتلة وفي قطاع غزة حيث الدور الاردني على صعيد الوصاية او حتى الرعاية هو محور الاشتباك الاساسي الان مع ما يسمى بالاجراءات الاسرائيلية المتشددة جدا في المسجد الاقصى والتي تريد العبث بالامر الواقع.
اجتماع عمان كانت تحضيراته مليئة بكواليس الاتصالات والجميع في حالة مراقبة لما يمكن أن يسفر عن هذا الاجتماع وسط وجهات نظر تتحدّث عن سقف الممكن والسقف المستبعد.
صحيفة رأي اليوم الالكترونية