كيف تقوي صداقاتك القديمة؟
كيف تقوي صداقاتك القديمة؟…الصداقة مصطلح ينبع من الصدق، وتعني الصدق في النصيحة والإخاء، وتقوم على مشاعر الحب والتفاهم والتقارب العمري، والصداقة تعني أيضاً تبادل الخبرات والآراء، والتماثل في الاهتمامات والقيم والاتجاهات والظروف الاجتماعيّة، والصديق الحقيقي يكون عوناً لصديقه في السرّاء والضرّاء، ويُشاركه أفراحه وأتراحه، كما أنّه يتقبّل صديقه ويُشجعه ويُحسّن من سلوكه، كلما زاد التوافق في المقوّمات؛ كانت الصداقة أقوى.
تقول الدكتورة هبة علي خبيرة التنمية البشرية لسيدتي إنَّه لمن المهمّ وجود الأصدقاء القدامى في حياتنا؛ فهم دليلٌ على وجود روابط خاصة خارج إطار العائلة. وما يجعلهم مميزين للغاية، هو أنَّنا لا نحتاج في علاقاتنا معهم إلى وجود “رابطة الدّم”؛ لننظر إليهم على أنَّهم أشخاص مقربون منا؛ فهم بمثابة الأسرة التي نختار أن نكون أفراداً منها. لكن كيف يمكنك الحفاظ على قوة هذه العلاقات؟ في هذه الحياة المزدحمة المحمومة، من السهل للغاية أن تخسر صداقة أعز أصدقائك، وذلك بغض النظر عن عدد السنين التي كنتما فيها أصدقاء مقربين.
*كيف تعزّز علاقتك مع أصدقائك القدامى؟
-بادر إلى التواصل معهم:
ربما يكون هذا هو السبب الأكثر شيوعاً وراء انفصال الأصدقاء بعضُهم عن بعض. إذ يبدأ الأمر بأشياء تافهة مثل نسيان الردّ على رسالةٍ ما، أو عدم الرّد على مكالمةٍ واردة؛ ويتطوّر إلى أن يجد المرء نفسه لا يتحدّث مع صديقه لأسابيع، ومن ثم لأشهر فسنوات. إنَّ الألفة هي العدوّ في هذه الحالة؛ فالألفة والراحة التي نشعر بها مع شخصٍ آخر يمكن أن تجعلنا في بعض الأحيان نتجاوز الحدود معه، أو ننسى أن نُعرِبَ عن امتناننا تجاهه. كما قد يجعلنا الروتين معرضين أكثر لأن ننظر إلى صداقتنا مع أحد الأشخاص كأمرٍ من المُسلَّمات.
-حاول تذكُّر الأشياء الصغيرة التي عشتموها سويةً:
سيُقدِّرُك الناس أكثر إن تذكرت التفاصيل الصغيرة عنهم؛ إذ يُظهر ذلك أنَّك تهتمُّ لأمرهم وأنَّك تكترث إلى كلّ تفاصيل علاقتك معهم مهما كانت بسيطة. لذا لا تشعر بالاستياء لمجرَّد أنَّهم قد أخلفوا بموعدٍ يجمعهم بك، أو لمجرد أنَّهم خذلوك في إحدى المرات. وتذكر بدلاً من ذلك جميع الأوقات التي هبُّوا فيها إلى مدِّ يد العون إليك عندما كنت بأمسِّ الحاجة إلى ذلك.
-. كن صادقاً معهم:
الصدق هو أساس الصداقة القوية، إذ تصبح علاقاتك مسمومةً عندما تكون غير ذلك، يساعد إجراء حوارٍ صادقٍ على تفادي التحدث بلهجة سخريةٍ وغضبٍ في لحظات الاستفزاز. كما تتشكّل الصداقات طويلة الأمد بسبب صدق شخصين في التعامل مع بعضهما بعضاً. والصديق الذي يكون صريحاً معك دوماً، يدفعك إلى أن تعيش حياةً صادقةً أنت أيضاً.
-. تعامل مع خلافاتك معهم تعاملاً سليماً:
يرتبط هذا الأمر بالنضج لإدراك أنَّه لا يمكنك التحكّم في كلّ شيء، وأنَّه يجب عليك تَقَبُّلُ الأشخاص كما هم عليه حقيقةً، لا كما تريدهم أن يكونوا؛ فبغضِّ النظر عن كمِّ القواسم المشتركة بينك وبين أصدقائك، فهم كانوا ومازالوا وسيظلُّون أشخاصاً مختلفين. وفي كلِّ الأحوال، يجب أن تصادق أناساً يكونون على نقيضك تماماً؛ فمن شأن هذا أن يُثري تجربتك ويغير منظورك تجاه الحياة.
– تعاطَف معهم دوماً:
عندما يتعلَّق الأمر بعلاقاتنا مع الآخرين، يكون من الضروري أن نهتمّ بالقيام بما هو صحيح، بدلاً من أن نكون على صواب”. إنَّه لمن السَّهلِ الحُكم على أصدقائنا بسبب تصرفاتهم وقراراتهم؛ بيد أنَّهم ليسوا بحاجةٍ إلى أحكامنا؛ فإن كنا نُحِبُّ أصدقاءنا بحقّ، فعلينا أن نمنحهم تعاطفنا لا أحكامنا. وإن كانوا أصدقاءَ مُخلصين، فسيردون لنا الجميل أضعافاً مضاعفة.