تحليلات سياسيةسلايد

هل تحوّلت أمريكا إلى “جمهوريّة موز” باقتِحام عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل ترامب الفاخِر؟

كُلّما اقترب موعد الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة الأمريكيّة، كُلّما أصبحت البلاد أقرب إلى حافّة الحرب الأهليّة، والفوضى السياسيّة، ولعلّ اقتِحام مكتب التّحقيقات الفيدرالي منزل الرئيس السّابق دونالد ترامب في “بالم بيتش” بولاية فلوريدا بَحثًا عن وثائق ما زالت مجهولة، هو أحد أقرب المُؤشّرات في هذا الصَّدد.

ما زالت الوثائق التي يبحث عنها عناصر المباحث الفيدراليّة في منزل الرئيس ترامب الفخم بمثابة اللُّغز المُحيّر للكثيرين، فصحيفة “الواشنطن بوست” تقول إن الوثائق المُستهدفة تتعلّق بالأسلحة النوويّة، بينما تقول آراء أخرى بأنّها ربّما تكون لها علاقة بالفساد والاحتِيال التي مارستها شركاته، ورأي ثالث لا يستبعد أن الأمر يتعلّق بعُلاقات ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة عام 2016 التي فاز فيها ترامب على غريمته الديمقراطيّة هيلاري كلينتون، ورأي رابع يتعلّق بالبحث عن تورّطه في مُظاهرات واقتِحامات مبنى الكابيتول من قِبَل أنصاره الجُمهوريين.

ترامب عندما غادر البيت الأبيض بعد هزيمته في انتخابات عام 2020 الرئاسيّة أخذ معه العديد من الصّناديق التي أثارت فُضول مكتب التّحقيقات الفيدرالي في حينها لكثرتها، وغُموض الوثائق التي ربّما كانت تحتويها.

الطّريقة التي نفّذ فيها مكتب التّحقيقات الفيدرالي عمليّة اقتحام منزل الرئيس السّابق وشارك فيها العشَرات من رجاله أحدثت انقسامًا في أوساط الأمريكيين ومُؤسّساتهم الرئيسيّة، حيث هرع رُموز الحزب الجُمهوري لنُصرة رئيسهم السّابق مِثل السيناتور تيد هيوز الذي اتّهم مكتب التّحقيقات الفيدرالي بأنّه أصبح كلبًا مسعورًا في خدمة الدّيمقراطيين، وأضاف أن هذا التصرّف عملٌ قذر لا يليق إلا بنظامٍ شُيوعيّ، أمّا كيفن مكارثي زعيم، الحزب الجُمهوري، فوصف عمليّة الاقتِحام بأنّها “تسييسٌ مُسلّح” على طريقة مُمارسات دول العالم الثالث.

الأمْر المُؤكّد أن هذا الاقتِحام وحُدوثه قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعيّة الأمريكيّة النصفيّة يرمي إلى تحقيق هدفين: الأوّل، تقليص مكاسب الحزب الدّيمقراطي الحاكِم في هذه الانتخابات، والثاني، البحث عن وثائقٍ تُدين الرئيس ترامب، وتمنع خوضه الانتخابات الرئاسيّة القادمة مُمَثَّلًا عن الحزب الجمهوريّ.

لا نتّفق في هذه الصّحيفة مع الرئيس ترامب في توصيفه للولايات المتحدة بأنها أصبحت “جمهوريّة موز”، ولكن الأمر المُؤكّد أنها تنحدر إلى ما هو أخطر من ذلك، أيّ الفوضى السياسيّة والحرب الأهليّة، والصِّدامات الدمويّة علاوةً على تراجع زعامتها للعالم بسبب الصُّعود المُتسارع للتّحالف الروسي الصيني.

هجمات أنصار الرئيس ترامب في وسائل التواصل الاجتماعي على مكتب التحقيقات الفيدرالي وما تتضمّنه من تهديداتٍ بالانتقام من كوادرها وأُسرهم تُنذِر بالخطر وتُؤَشِّر إلى انقِسامٍ خطير، وتَحَدٍّ سافِر للمُؤسّسات الأمريكيّة الأمنيّة، وإذا تمّت إدانة ترامب، ومنعه من خوض الانتخابات الرئاسيّة بالتّالي، فإنّ الحرب الأهليّة ربّما تكون مُؤكّدة.. واللُه أعلم.

 

صحيفة رأي اليوم الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى