أوبك ترغب بقوة في تمديد الاتفاق النفطي مع روسيا بعد 2022
مع تولي الكويتي هيثم الغيص الأمين العام الجديد لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) منصبه خلفا للراحل النيجيري محمد بركيندو، برز تساؤل ملح في خضم تقلبات جيوسياسية ومخاوف من نقص في إمدادات الطاقة للعالم يتعلق بما إذا كان التحالف النفطي أوبك+ سيستمر أم لا.
وكان لافتا منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا وممارسة الولايات المتحدة ضغوطا على منظمة أوبك لزيادة إنتاج النفط، أن المنظمة تتمسك بالتحالف الذي أتاح إعادة الاستقرار للسوق العالمية بعد فترة تقلبات واضطرابات هوت بأسعار النفط لأدنى مستوى لها منذ يونيو/حزيران 2014 ليرتفع مع إنشاء الكارتل النفطي في 2019 إلى مستويات كانت مقبولة تقريبا لكل الدول لمنتجة.
ويقول محللون إن السعودية أكبر منتج للنفط كانت تسعى منذ فترة طويلة لتفاهمات مع روسيا وهي منتج كبير للخام من خارج أوبك، لتكوين تحالف نفطي يضمن إلى حدّ ما توازن في الأسعار واستقرارا في الأسواق.
ولاعتبارات سياسية واقتصادية لا يبدو أن أوبك مستعدة للتخلي عن هذا التحالف الذي صمد في مواجهة الضغوط الأميركية وأعطى رسالة واضحة للدول الغربية التي تطالب بزيادة إنتاج النفط لسد الفجوة في إمدادات الطاقة من روسيا وجزء منها ناجم عن العقوبات التي فرضها الغرب على موسكو.
كان مسؤول سعودي قد أعلن خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للسعودية مؤخرا لإقناعها بزيادة الإنتاج، أن هذا الأمر لا يخضع لاعتبارات سياسية بل لتقييم احتياجات السوق وبما يضمن استقرار الأسعار.
وقال الغيص لرويترز اليوم الخميس إن المنظمة حريصة على ضمان بقاء روسيا جزءا من اتفاق تكتل أوبك+ لإنتاج النفط بعد 2022.
وواصلت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا التنسيق بشأن سياسة إنتاج النفط في ظل ظروف سياسية مضطربة، إذ فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا لإرسالها قوات إلى أوكرانيا في فبراير، فيما وصفته موسكو بأنه “عملية عسكرية خاصة”.
وقال الغيص إنه على الرغم من التوقعات بأن الإجراءات التي اتخذت ستخفض إمدادات النفط الروسية بحلول نهاية العام، فمن المرجح أن تظل روسيا جزءا من اتفاق التعاون الموقع بين أعضاء أوبك+ في يوليو تموز 2019. وأوبك+ تكتل يضم أوبك و10 منتجين من خارجها تقودهم روسيا.
وتابع “نود تمديد الاتفاق مع روسيا والمنتجين الآخرين من خارج أوبك… من الصعب للغاية بالنسبة لي أن أتخيل أن الاتفاق لن يستمر”، مضيفا “هذه علاقة طويلة الأمد تشمل أشكالا أوسع وأشمل من الاتصالات والتعاون بين 23 دولة. إنها لا تتعلق فقط بتنسيق الإنتاج”.
وتابع الغيص الذي تولى منصب الأمين العام لمنظمة أوبك هذا الشهر، أن تعويض النفط الروسي “ليس بالمهمة السهلة” وأن خفض الإنتاج الروسي سيكون له “تداعيات شديدة على المستهلكين”. لكنه عبر عن ثقته في أن السوق ستتكيف.
وقال “مهما كانت الإجراءات التي قد تُتخذ في المستقبل… يمكن للمشترين والبائعين التكيف ويمكنهم دائما إيجاد سبل ووسائل لإعادة توجيه التدفقات التجارية”.
وبدأت روسيا في زيادة إنتاجها النفطي تدريجيا بعد القيود المتعلقة بالعقوبات ومع زيادة مشتريات المشترين الآسيويين، مما دفع موسكو إلى زيادة توقعاتها للإنتاج والصادرات حتى نهاية عام 2025.