التقارب السوري التركي: هل تبعد دمشق أنقرة عن الناتو؟؟
ما الذي يجري حول سوريا؟ وما هي مآلات المنطقة على ضوء التقارب السوري التركي؟ ابتداءا من زيارة وزير الخارجية الإيرانية إلى تركيا ثم إلى سوريا. وما أعقبها من قمة أستانا في طهران. ثم مباحثات أردوغان مع بوتين في سوتشي.. ابتداءا” وتأسيسا” على كل ذلك. انطلق الحديث عن مسعى روسي إيراني للتقريب بين سوريا وتركيا. تمت ترجمته بتصريحات لاردوغان عن ضرورة الحوار الدبلوماسي مع دمشق. مع ما سبقه به وزير خارجيته بكشف دردشته مع وزير الخارجية السوري الذي يزور موسكو بعد زيارته لطهران و مواكبته قمة أستانا.. كل ذلك يطرح السؤال عما ستؤول إليه احوال المنطقة. وما الدوافع التي تقود هذا التقارب السوري التركي الحاسم في هذه المآلات.
ما يدفع للتقارب بات واضحا”. حيث أن تحول العلاقة السورية التركية من الصراع إلى التعاون بات ضرورة ملحة لاستقرار المنطقة وللمصالح السورية والتركية والروسية والإيرانية. كما أن أنقرة باتت متأكدة من ابتعاد واشنطن عنها. وعدم إدراجها ضمن عقيدتها الجديدة. و هذا يجعل أردوغان يبحث عن مصالحه بعيدا” عن أمريكا. خاصة و أن استحقاق الانتخابات الرئاسية التركية. يفرض عليه ضرورة حل مشكلة اللاجئين السوريين وعودتهم إلى بلادهم. وهذا ما يحتاج إلى التوافق مع دمشق ولو برعاية روسية إيرانية. كما أن قناعة تركية بسعي أمريكا لإقامة حكم ذاتي للاكراد في شمال سوريا واقترابها من تحقيق ذلك ما يجعل من الملح على أنقرة التحرك لمنع مثل هذا الخطر المهدد للأمن القومي التركي. وربما هذا تتلاقى فيه المصالح التركية بسوريا ويجعل التقارب بينهما ضرورة ملحة.
بالمقابل ما زالت دمشق ترى أن ما قامت به أنقرة من أدوار في سوريا طيلة السنوات العشر الماضية راكم عليها حسابات جيو استراتيجية لابد لها من تسديدها وتسويتها كي تفتح طريق التقارب. منها مثلا” رعايتها إرهابيين يهددون سوريا وعليها تسليمهم إلى دمشق أو ضمان تحييدهم وإنهاء فعاليتها. كذلك على أنقرة التي جعلت من أدلب إمارة لجبهة النصرة. أن تطهرها من إرهابيي القاعدة قبل أن تستعملهم واشنطن و تستخدمهم ضد تركيا وسوريا معا”. كما بات معروفا عن تحركات أمريكية بهذا الاتجاه. إضافة إلى ضرورة التعاون على إخراج أمريكا من سوريا والمنطقة ترى دمشق أن على أنقرة أن عدم الخضوع لمقتضيات العقوبات الاقتصادية ضد سوريا. و عليها أن تجعل من حدودها وبلادها ممرا” ومعبرا” لحركة الاقتصاد السوري المحاصر.
هناك من يرى أن التقارب السوري التركي هو المنعطف الذي سيسلكه الحل السياسي في سوريا بالانتقال من تطبيق القرار 2254 حرفيا”. عبر التوافق بين المعارضة والحكومة على (انتقال سياسي) .إلى الأخذ بروحية القرار 2254 المتمثلة في استعادة الاستقرار والسلام في سوريا عبر التوافق بين القوى الفاعلة “تركيا روسيا إيران” مع حكومة الأسد على إنهاء الحرب والتوافق على( الانتقال للتعاون) في إطار المصالح المتقاطعة. وبذلك يصبح التقارب السوري التركي بوابة للحل السياسي بصيغة تلغي العقوبات العقوبات الأمريكية وتعبد الطريق لعملية لحل الواقعي الذي يحترم حقائق الواقع. بعيدا” عن الاهداف التي إرادتها أمريكا من بعض من مندرجات القرار 2254 وهذا في حال حصوله يكون اكبر خطوة تركية باتجاه دمشق بعيدا” عن أمريكا… فهل تفعل؟؟
انتقال تركيا من أداة للناتو لتدمير سوريا إلى عامل للتعاون مع الرئيس الاسد لمنع أي مخطط إنفصالي في شمال سوريا تسعى له واشنطن. وفتح الحدود والأسواق التركية لتجاوز العقوبات و الحصار ضد سوريا. هذا الانتقال يحتاج الى بصيرة سياسية وقوة الاستراتيجية من كلا الطرفين لتجاوز مرحلة الحرب و المضي قدما” في التعاون لتحقيق الأمن القومي السوري والتركي.. فهل نضجت عوامل تحقيق ذلك لدى الطرفين؟؟ و ما فعالية كل من روسيا وإيران في دفع الطرفين السوري والتركي إلى هذا التعاون الذي يحقق مصالح كل منهما ويجنبهما المخططات الأمريكية الهدامة لكيليهما… الأيام القادمة ستتحمل الكثير من الإجابات والتطورات!!!