الفنان عباس النوري والكتاب السوريون : رسالتان متبادلتان في الرأي واحترام المجتمع!
خاص :
أثار الحوار المفتوح الذي أقامه اتحاد الكتاب العرب في سورية مع الفنان السوري عباس النوري اهتماماً ملحوظاً في توقيته ومضمونه ، فهي المرة الأولى التي يتم فيها هذا النوع من التعاطي بوضوح وتفاعل وصراحة بين مؤسسة اتحاد الكتاب وبين نجم درامي كبير.
وقد رأى بعض الحضور أن ثمة رسالتين هامتين جرى تبادلهما في نتيجة الحوار الذي امتد قرابة الساعتين بحضور مكثف من الإعلام في قاعة المحاضرات في فرع دمشق للاتحاد.
الرسالة الأولى ، وقد صاغها النجم المذكور بسلاسة ووضوح، وتتعلق بدور الكاتب والمثقف، وتتضمن تأكيد الفنان عباس النوري على أهمية الحكاية والقصة والدراما في الحياة، فحكاية الجدة قصة، والخبر قصة، والدراما قصة، والحرية قصة القصص كما قال.
وذهب في حديثه السلس إلى أهمية المعنى في كل خطاب فني أو أدبي أو ثقافي، فأي منتج لا يحمل في مضمونه معنى هو قاصر عن أن إقناع الناس والتأثير بهم، وإذا لم يتمكن من التأثير فهو عاجز، ورأى أن الحامل الأساسي لذلك هو الصدق. .
وعلى ذلك ربط بين النص الدرامي الذي يطرح في السوق وبين الكاتب السوري الأجدر في تقديم هذا النص ، على أساس أن النصوص الدرامية غالبا ماتقدم في سوق الإنتاج من كتاب لايحترفون الكتابة ولايعون أهمية التأثير في المجتمع..
وقد تلقف الكتاب الموجودون هذه الرسالة، عبر الحوار، وجاء رد الدكتور محمد الحوراني رئيساتحاد الكتاب العرب في نهاية الحوار متضمنا رسالة تجاوب مع الطرح ، رأى فيها أن الحوار مع فنان مثل عباس النوري يتطلب التوقف عند مضمونه وفيه أن الصراحة في الحديث عن فقر الأسرة التي ينتمي إليها يدعو للاعتزاز. لأن انتماء عباس إلى أسرة فقيرة لم يمنعه من أن يصبح نجماً كبيراً، والحديث عن هذا الموضوع بصراحة يعني تصالحه مع نفسه.
وينبغي على من سمعه الاستفادة من رأيه وصراحته مشيراً إلى مسألة الصدق التي شدد عليها الفنان حول المنتج الإبداعي ودورها في عملية البناء.
ونوه الدكتور الحوراني إلى شجاعة عباس النوري في التعاطي مع الموروث ( رأي عباس النوري في صلاح الدين) وإبداء رأيه فيه ، وفي الوقت نفسه احترام رأي الآخر الذي لم يتلقف هذا الرأي، فعندما يكون هذا الفنان حقيقياً لابد له أن يتحدث عن الاحترام التي يمنع الاحتراب.
وتمنى الدكتور الحوراني أن ينجح اتحاد الكتاب في هدم الهوة بين الإعلام والثقافة مؤكداً أن هناك هوة فعلاً !