هذه هي خطوط أنابيب الغاز الرئيسية التي تخنق أوروبا
هذه هي خطوط أنابيب الغاز الرئيسية التي تخنق أوروبا يعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر مستهلك للغاز الروسي التي أنشأت للغرض أربعة خطوط أنابيب رئيسية منذ ستينيات القرن الماضي، رغم تحذير واشنطن منذ ذلك الحين من أن المزيد من الغاز الروسي سيجعل الأوروبيين أكثر عرضة لنفوذ موسكو.
وحسب تقرير لوكالة الطاقة الدولية، تراجع اعتماد أوروبا على الغاز الروسي بعد الحرب في أوكرانيا، ففي عام 2021 استورد الاتحاد الأوروبي ما يزيد على 380 مليون متر مكعب في اليوم من الغاز، عبر مختلف خطوط الأنابيب، أي ما يعادل حوالي 140 مليار متر مكعب للعام بأكمله.
وأفاد مركز الفكر الاقتصادي في بروكسل أن قيمة صادرات الغاز الطبيعي الروسي إلى الاتحاد الأوروبي تضاعفت إلى حوالي 500 مليون يورو يوميا منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وقبيل الحرب في شباط/ فبراير الماضي، كانت 27 دولة أوروبية تستورد 40 بالمئة من احتياجاتها للغاز من روسيا بقيمة حوالي 200 مليون يورو.
وبمجرد إعلان روسيا عن خفض جديد في مستوى ضخ الغاز في خط أنابيب نورد ستريم الذي يزود ألمانيا وبقية الدول الأوروبية بالغاز، ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، بنحو 5 أضعاف مقارنة بالسنة الماضية.
وقال مفوض الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في اجتماع وزراء دفاع وخارجية الاتحاد الأوروبي في براغ الأحد، إن “شتاء صعبا ينتظر الاتحاد الأوروبي، والأشهر الستة المقبلة ستكون حاسمة للوضع في الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا.”
خط يامال أوروبا الذي يمر عبر بولندا وبيلاروسيا وصولا إلى ألمانيا قادر على ضخ 33 مليار متر مكعب من الغاز سنويا
وأعلنت شركة غازبروم الروسية التي تحتكر صادرات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، الجمعة، أن خط ضخ الغاز إلى أوروبا نورد ستريم1 قد توقف عن العمل “إلى أجل غير مسمى”، وهو ما اعتبره الغرب تصعيدا واستخفافا من قبل روسيا.
وأوضحت الشركة أنها لن تستطيع استئناف ضخ النفط بأمان إلى أوروبا إلا بعد إصلاح تسرب نفطي تم العثور عليه في توربين حيوي دون أن تحدد سقفا زمنيا لاستئناف العمل بخط نورد ستريم 1.
ويعتبر نورد ستريم 1 الذي تم افتتاحه سنة 2011، الأهم من بين الخطوط الأربعة التي تمدّ أوروبا بالغاز الروسي، إذ يمد ألمانيا بالأساس وأوروبا بدرجة ثانية بنحو 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وقادر على إرسال 170 مليون متر مكعب من الغاز يوميا.
ويمتد خط أنابيب نورد ستريم 1على طول 1200 كيلومتر، ويمر عبر بحر البلطيق من الساحل الروسي القريب من سانت بطرسبورغ إلى شمال شرقي ألمانيا.
وكان الخط يؤمّن قبل الحرب 55 بالمئة من حاجيات ألمانيا من الغاز الروسي، قبل أن تنخفض النسبة إلى 26 بالمئة مع نهاية شهر يونيو/ حزيران من العام الجاري.
ويليه من حيث الأهمية خط “يامال أوروبا” الذي يمر عبر بولندا وبيلاروسيا وصولا إلى ألمانيا، وله قدرة على ضخ 33 مليار متر مكعب من الغاز سنويا،
أما خط “ترك ستريم” فيتمتع بقدرة ضخ تعادل 31.5 مليار متر مكعب من الغاز.
ثم نجد خط “بلوستريم” الذي يمر عبر أوكرانيا، وله قدرة على ضخ 16 مليار متر مكعب.
وأعلنت غاز بروم في شهر مايو/ أيار من العام الحالي إغلاق خط الغاز يامال أوروبا.
في قائمة الدول الأوروبية الأكثر اعتمادا على الغاز الروسي نجد بيلاروسيا وهولندا وألمانيا وهنغاريا
وفي شهر يونيو/ حزيران قامت روسيا بتقليص حجم الضخ في خط نورد ستريم 1 بنسبة 75 بالمئة قبل إغلاقه بشكل كامل بسبب “مشاكل تقنية”.
وتصدرت بيلاروسيا سنة 2021 قائمة الدول الأوروبية التي تعتمد على الغاز الروسي (8 مليار متر مكعب)، تليها هولندا (7 مليار متر مكعب)، ثم ألمانيا وهنغاريا (6 مليار متر مكعب).
ومع اقتراب فصل الشتاء وعدم تمكّن ألمانيا من استكمال تخزين كل حاجتها من الغاز، يتوقع محللون اقتصاديون حصول أزمة اقتصادية في ألمانيا وفي باقي الدول الأوروبية على اعتبار أن الاقتصاد الألماني هو الأكبر في أوروبا.
غير أن الأزمة قد تشمل روسيا أيضا التي تشكل صادرات النفط والغاز فيها حوالي 40 بالمئة من ميزانيتها الفيدرالية ونحو 70 بالمئة من إجمالي صادراتها، مما يعني تراجعا حادا في مخزون العملة الصعبة.
وتتهم دول الاتحاد الأوروبي روسيا بابتزازها بورقة الغاز، بينما يرى مراقبون أن أوروبا هي من بدأت بتسليط عقوبات اقتصادية قاسية على الاقتصاد الروسي.
وتقول موسكو ردا على اتهام الغرب لها بمحاولة الابتزاز إن “الغاز منتج روسي، ويحق لروسيا تحديد قواعد التصدير”.