ملامح غير متداولة لبورقيبة في ‘المستمع الأكبر’
يسعى عبدالعزيز قاسم في كتابه “بورقيبة المستمع الأكبر” الصادر حديثا عن دار سراس للنشر إلى إزاحة غبار الأيام عن جبين زعيم رؤيويّ يحاول المتاجرون بالدين تشويه إنجازاته، ويرمي إلى الكشف عن ملامح غير متداولة لعبقرية الرجل، وإلى ذلك فإن هذه السردية تندرج ضمن التاريخ الصغير الذي يثري وينير التاريخ الكبير.
“المستمع الأكبر” تسمية نحتناها على قياس عبارة “المجاهد الأكبر” وعلى مقاسها والتسمية موضوعية بالنظر إلى استماع الرئيس إلى الإذاعة طوال ما يقارب الست ساعات يوميا، واستماعه لا يقتصر على مجرد التلقّي بل هو متفاعل مع كل ما يقع تحت سمعه من بثّ. وله في الأحاديث والبرامج السياسية والاجتماعية والأدبية والفنية والترفيهية رأي وتوجيهات يفضي بها إلى المدير العام للإذاعة والتلفزة من خلال اتصالات هاتفية ومقابلات بالقصر الرئاسي متواترة معلنة وغير معلنة.
وكان بورقيبة يعتبر الإذاعة (والتلفزة بدرجة أقل) امتدادا لاتصاله المباشر أيام كان يلتحم بالجماهير وهو يجوب البلاد طولا وعرضا موقظا محفزا للهمم وازداد اهتمامه بهذا الجهاز مبشرا بالحداثة وبتحرير العقول من سلطان الخرافة.
والكاتب عبدالعزيز قاسم جامعي مبرز في اللغة والآداب العربية وكاتب باللغتين العربية والفرنسية له دواوين شعرية ودراسات في الشعرية والأدب المقارن.
وتقلد قاسم مسؤوليات في مجالات الثقافة والاتصال والتعاون الثقافي الدولي كما تولى الإدارة العامة للإذاعة والتلفزة التونسية مرتين في ثمانينات القرن الماضي وككل أسلافه على رأس المؤسسة كانت صلاته بالرئيس الزعيم الحبيب بورقيبة مباشرة ومتواترة.