دبابات الناتو في أوكرانيا: مقدمة لحرب بين الولايات المتحدة وروسيا
تندرج حرب حلف “الناتو” ضد روسيا في سياق حروب الولايات المتحدة التي تستمرّ منذ الحرب نهاية العالمية الثانية من غير الإعلان عنها، من كوريا الشمالية وفيتنام إلى العراق وأفغانستان وغيرها، ولكنّ سير هذه الحرب وتبعات قد تكون مختلفة.
نشرت موقع WSWS مقالاً بعنوان “دبابات الناتو في أوكرانيا: مقدمة لحرب بين الولايات المتحدة وروسيا”، للكاتب أندريه ديمون، يتحدث عن تبعات قرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بالدبابات على سردياتها السابقة بشأن عدم انخراطها في الحرب وأنها ستكتفي بالدعم من بعيد، في ما يلي ينشر الميادين نت ترجمته الحرفية:
يوارب الغرب ويمضي قدماً في تدمير المقولة التي يرددها خيال البيت الأبيض بأنّ “هذه الحرب بين روسيا وأوكرانيا”،وأنّ “الناتو غير متورط”. لكنّ وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اعترفت بالحقيقة، وأعلنت جهاراً بأنّها “تخوض حرباً ضد روسيا”.
وفي الحقيقة أن حرب حلف “الناتو” ضد روسيا، تندرج في سياق حروب الولايات المتحدة التي تستمرّ منذ الحرب نهاية العالمية الثانية، ولا تعلن عنها، من كوريا الشمالية وفيتنام والعراق وأفغانستان وغيرها.
ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، كان كلّ بيان علني يصدر عن البيت الأبيض، يهدف إلى إبقاء الشعب الأميركي في الظلام، بشأن خطط الحكومة لتصعيد الحرب على نطاق واسع.
ففي شهر آذار/مارس الفائت، وعد بايدن العالم، لا الأميركيين فقط، بأنّ الولايات المتحدة “لن ترسل معدات هجومية ودبابات إلى أوكرانيا، لأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة”، ولذلك فإنّ تصريحات بايدن هذه تعني حرفياً أنّ قرار إرسال الدبابات إلى أوكرانيا هو في الواقع قرار لبدء “الحرب العالمية الثالثة”.
ويتخفى، خلف الهجوم الأميركي على روسيا، الطموح الرأسمالي باستغلال مواردها الهائلة من المواد الخام، بعد تفكيكها وهزمها عسكرياً، لحلّ الأزمات التي لا تعدّ ولا تحصى التي تواجه الأوليغارشية الرأسمالية على ضفتي الأطلسي.
وقد يصل خطر تطور الحرب إلى إطلاق متبادل للصواريخ النووية، وما أشار إليه بايدن نفسه باسم “يوم الجحيم”، يرتفع إلى مستوى جديد في كلّ محطة في سياق تصعيد حلف “الناتو” للحرب.
وبينما تنفذ الولايات المتحدة والمنظومة الغربية السياسات الحربية، فإنها تفعل كلّ ما في وسعها لإبقاء الكتلة العريضة من السكان غير مدركة للعواقب.
إذ تدرك إدارة بايدن جيداً أنه باستثناء السياسيين الجمهوريين والديمقراطيين والنخبة الحاكمة والقطاعات المتميزة من الطبقة المتوسطة العليا، لا يوجد دعم واسع للحرب.
ومع ذلك، فإنّ الخطر الهائل للوضع هو أنّ المعارضة الشعبية للحرب ليست منظمة سياسياً، ومن الضروري بشكل عاجل توحيد النضالات المتنامية لمناهضي النظام الرأسمالي، المتسبب الجذري في حرب أوكرانيا، وفي كثير من الحروب الأخرى.
الميادين نت