ليست مجرد … صورة !!!

كانت تتكلم .. تنفعل … غاضبة من كل شيء وعلى كل شيء … تصرخ في وجوهنا ..وتبكي على ضعفنا وخنوعنا .. وتستجدي ضمائرنا إن كانت مازالت على قيد الحياة .. إنها قصة شعب .. معاناة انسانية .. وجع الطفولة .. !!

إنها صورة الطفل الذي وصل متأخراً الى بر الأمان بعد أن غادرته الحياة وابتلع روحه البحر .. طفل لم يتجاوز السنتين من عمره .. ذنبه أنه ولد في مكان استنزفته الحرب، و زمان لم يعد للطفولة فيه مكان .. وعصر باتت الانسانية والضمائر البشرية مجرد زينة لتجميل قبح الطمع والأنا والوحشية .. وبهرجة تلفزيونية واعلامية. صورة .. ملأت الإعلام فضاء الانترنت ومختلف المواقع والصفحات ..

إنها صورة من بين آلاف الصور التي التقطتها الحرب لمعاناة الطفولة ووجع الناس .. صورة حملت آلاف الصرخات والصلوات والرجاءات .. تحاول إنعاش ما تبقى من ضمير اعتاد الصمت وتجاهل آهات الناس .. اعتاد أن الحرب أصبحت طريقة حياة، علينا التأقلم معها وتقبل القتل والخطف والاعتقال والفساد وكأنه نمط حياة .. والتعود على شح مقومات الحياة ..واعتبارها نعائم وعطايا لمن لا زال على قيد الحياة .. وأن الهجرة واللجوء هو أقصى طموح وإنجاز قد يحققه الانسان .. نعم إنها صورة .. تحكي وتبكي ما عجز السياسيون والدبلوماسيون وذوي الشأن عن تحقيقه لإيصال صوت شعب يعاني ، ويصرخ .. أوقفوا الحرب .. نريد أن نحيا من جديد وبسلام .. نريد أن نحافظ على ما بقي من شعبنا وشبابنا هنا ليعيدوا البناء والاعمار .. نريد لأطفالنا طفولة حقيقية لا تشوهها مشاهد القتل والذل والدمار ..

صورة ما زالت قادرة على تحريك شيء ما .. !!!

صورة ليست ككل الصور .. إنها صرخة للحياة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى