مصر تضاعف الجهود لإنهاء الأزمة السورية بالتنسيق مع الأمم المتحدة
تبذل مصر جهودا بهدف إنهاء الأزمة السورية وإعادة دمشق إلى محيطها العربي في خضم المصالحات التي تشهدها المنطقة حيث بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، “حلحلة” الملف السوري.
واستهدف اتصال أجراه الوزير المصري بالمبعوث الأممي الأحد وفق بيان للخارجية المصرية “التشاور والتنسيق مع بيدرسون بشأن حلحلة الأزمة السورية وسبل دفع الحل السياسي”.
ويأتي الاتصال في ظل مساعي عربية لعودة سوريا عربيا، وبعد نحو 8 أيام من زيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، لمصر منذ 13 عاما.
وقبل ذلك أدى وزير الخارجية المصري ضمن وفد زيارة إلى دمشق التقى خلالها عددا من المسؤولين السوريين من بينهم الرئيس السوري بشار الأسد حيث عبر عن تضامنه مع الشعب السوري بعد الزلزال المدمر في فبراير/شباط الماضي.
وأكد شكري، على “دعم مصر الكامل لجهود المبعوث الأممي للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة بملكية سورية اتساقاً مع قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
وتعتبر مصر أن إنهاء الأزمة السورية يخدم أمنها القومي وذلك في خضم مصالحات تشهدها المنطقة خاصة الاتفاق السعودي الإيراني على استئناف العلاقات وجهود الرياض للتقارب مع دمشق والعمل على تطبيع العلاقات.
ويعتقد خبراء أن الحراك الدبلوماسي والسياسي الأخير في المنطقة بما فيها الزيارات المتبادلة لمسؤولين مصريين وسوريين يرسم ملامح “وجوهر نظام إقليمي شرق أوسطي جديد” بعيدا عن الضغوط التي تماريها الولايات المتحدة.
وكنت سوريا قد تحولت خلال العقد الماضي في ظل عزلتها عربيا إلى ساحة مواجهة بين قوى عظمى متنافسة وكذلك إلى محور صراع بين القوى العربية والإقليمية المجاورة وقوى غربية تتقدمهم الولايات المتحدة وهو ما هدد المصالح العربية.
ومنذ تولي عبدالفتاح السيسي السلطة في مصر في 2014، تبنى خيار الدولة ووحدة الأراضي السورية ورفضت القاهرة في القمة العربية في شرم الشيخ أن تمثل المعارضة سوريا، وهو موقف تطور إلى إعلان دعمها للجيش العربي السوري ولوحدة واستقرار البلاد، معبرة عن رفضها للتدخلات الخارجية في الشأن السوري وتطالب كذلك بإنهاء الاحتلال التركي للشمال السوري.
وينص قرار رقم 2254 الذي صوت عليه مجلس الأمن يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 2015، على بدء محادثات سلام بسوريا وتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية ووقف أي هجمات ضد المدنيين.
وأكد وزير خارجية مصر للمبعوث الأممي، إلى أن هناك “أولوية كبيرة توليها مصر لاستعادة أمن واستقرار سوريا”.
ووفق البيان المصري، “اتفق الجانبان على مواصلة التشاور والتنسيق خلال الفترة المقبلة”، دون تفاصيل أكثر.
بدوره عبر بيدرسون عن كامل تقديره لدور مصر ودعمها المستمر للأمم المتحدة في سبيل حلحلة الأزمة السورية.
وفي مارس/آذار الماضي، صرح المبعوث الاممي، بأن “محنة سوريا ستتواصل إذا لم يكن هناك حل سياسي”.
ميدل إيست أونلاين