صفقة صواريخ من إسرائيل تنذر بتأجيج التوتّر بين اليونان وتركيا
كشفت وزارة الدفاع الإسرائيلية اليوم الاثنين أن اليونان اشترت من إسرائيل صواريخ موجهة مضادة للدبابات في خطوة من شأنها أن تستفز تركيا في ظل التوترات الأخيرة بين أنقرة وأثينا بسبب قضايا خلافية بين البلدين الجارين لها أوّل وليس لها آخر.
وقالت الوزارة في بيان، إن اليونان أبرمت اتفاقا لشراء صواريخ “سبايك” الموجهة المضادة للدبابات التي تصنعها شركة “رافائيل” للصناعات العسكرية الإسرائيلية (حكومية)، مضيفة أنه وقع الاتفاق مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية إيال زامير ومدير المديرية العامة للاستثمارات الدفاعية والأسلحة اليونانية، الأدميرال أريستيديس أليكسوبولوس.
وتابعت “تقدر قيمة الاتفاقية بحوالي 370 مليون يورو (نحو 403 ملايين دولار)”، مشيرة إلى أن “صواريخ سبايك الموجهة المضادة للدبابات هي صواريخ كهربائية بصرية مبتكرة ودقيقة تتضمن تقنيات متطورة”.
وأفادت بأنه “يمكن إطلاق صواريخ سبايك من حوالي 45 منصة من البر والجو والبحر. وتستخدمها حوالي 40 دولة حول العالم، بما في ذلك 19 دولة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)”.
وتأتي هذه الصفقة في غمرة توتر بين تركيا واليونان العضوين في حلف الناتو، إذ ترفض أنقرة ما تعتبره عسكرة اليونان لجزرها في بحر إيجه، فيما تؤكد أثينا أن “اعتراضات تركيا لا أساس لها من الصحة وتتعارض مع القانون الدولي”.
وفي سابقة هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الصائفة الماضية بغزو اليونان على خلفية ما أسماها “الاستفزازات” اليونانية في بحر إيجه، مؤكدا أن أنقرة “تتابع باستغراب سياسات جارتها اليونان التي تفوح منها رائحة الاستفزاز”.
واعتبر أردوغان حينها أن “استفزازات اليونان لعبة خطرة عليها”، قائلا “لن نتوانى إذا لزم الأمر في الدفاع عن حقوق ومصالح بلادنا ضد اليونان بكافة الوسائل المتاحة”.
وفي يونيو/حزيران الماضي استدعى وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو السفير اليوناني لدى أنقرة للتنديد بما وصفها بـ”انتهاكات” تستهدف جزر بحر إيجه وطالبت أنقرة أثينا بوضع حد لانتهاكاتها في الجزر وإعادتها إلى الوضع غير العسكري.
وحذّر من أنه في حال ما لم تغير أثينا نهجها، فإن أنقرة ستطلق تحديات بشأن وضع الجُزر، لكن وزارة الخارجية اليونانية ردت بالقول إن “تصريحات جاويش أوغلو تظهر أن تركيا تهدد أثينا”.
وشق الخلاف طريقه إلى العلاقات بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي بسبب تشكيك أنقرة في سيادة اليونان على جزره في بحر إيجه، فقد انضمت ألمانيا لفرنسا في دعمها لأثينا، مؤكدة أن التشكيك في سيادة اليونان على جزره أمر مرفوض وغير مقبول.
وتنظر أنقرة إلى التقارب الفرنسي اليوناني والتعاون في مجال التسلح بريبة شديدة، في خضم علاقات لا تبدو جيدة مع باريس التي توجه انتقادات باستمرار لممارسات النظام التركي داخل تركيا وخارجها.
وفي سياق متصل من شأن صفقة الصواريخ بين إسرائيل واليونان أن تثير حفيظة أنقرة التي ترتبط بعلاقات تعاون عسكري هامة مع الدولة العبرية خاصة في مجال الصناعات المتصلة بالطيران إذ تقوم أنقرة بتحديث وتطوير طائراتها في تل أبيب فضلا عن العتاد العسكري الآخر كما اقتنت في صفقات سابقة عشرات الطائرات المسيرة من إسرائيل، بينما مثلت عقود الأسلحة 69 في المئة من قيمة ميزان التبادل التجاري بين البلدين في العام 2007.
ميدل إيست أونلاين