تعريفات و تهويمات ..
أودّ التسلّل إلى كتاب طفل لأدسّ هذه السطور بين صفحاته فتقرأها العائلة العربية ــ أطفالاً وأولياء بمناسبة العودة المدرسية .
ـ الكلب ذئب أضاع قطيعه وأضرب عن مناجاة القمر، صار يحرس المنازل والقطعان، يعوي في وجه بني جنسه فكافأه البشر بالعظام وحفلات الصيد والأعراس ثم كرّموه بكاف التشبيه كأعلى وسام يمنح إلى فصيلة الخونة من الحيوان .
ـ القط نمر اعتزل الصيد وصار يأكل من يد الإنسان ويغفو في حضنه حتى نسي مطاردة الفئران التي كان يظنها فيلة ….إلى أن جاء اليوم الذي وجدوه جثة هامدة في قبضة مصيدة للفئران .
-الخفاش فأر نبت له جناحان فاستبعدته الفصيلتان من الثديات والطيور لأاننه كان يتجسّس على الاثنين ….وحكمت عليه بالنوم مقلوباً على رأسه والتصريح له بالطيران في الليل وحده دون النهار .
ـ القنفذ، قيل أنه كان فيما مضى من الزمن الجميل كائناً ودوداً، طيّب المعشر، ناعم الملمس،0 سخيّ الخدمات فأبرم اتفاقاً مع أفعى تمطيه كل يوم لغاية الوصول إلى مآربها في الإيقاع بضحاياها … إلى أن جاء اليوم الذي حاولت دسّ السمّ في رأسه البريء، فتألّم لهذا الغدر و أقدم على الانتحار بأن ابتلع حفنة من المسامير، لكّنّ يد الأقدار قد أنقذته في اللحظة الأخيرة فنبتت المسامير أعلى ظهره ومنعت جميع الزواحف من امتطائه ..
ـ الإوزّة، كانت صبية تتقد حماساً ورغبة في التألّق وحب الظهور ولم يكن لطموحها حدود، لكنها كثيرة النزق والتسرّع وترغب في امتلاك كل شيء، فانتسبت إلى نوادي الرقص والغناء والسباحة والغوص والركض والطيران في وقت واحد… كانت تقضي كامل يومها في اللهاث بين ناد وآخر دون أن تستوفي حصتها من التدريب في الرياضة الواحدة ….من يومها تحوّلت إلى كائن يمارس كل شيء ولا يتقن أي شيء.
ـ الحمار، أراد الاشتراك في حفل ملك جمال الغابة كبقية أترابه من الحيوانات اللذين بدؤوا بالتحضّر، كلّ على طريقته، فمشطت السباع فروها وقلّمت الغزلان قرونها وفردت الطيور ريشها …..إلاّ الحمار ..فقد أراد التشبه بالبشر فأوثق في عنقه ربطة عنق …سخر منه الجميع ومن يومها صار يشدّ من ربطة العنق ويقاد إلى الأعمال الشاقة والمهمّات المهينة .
ـ الشجرة عنوان وحيد للكرم عبر ثمارها والعطف عبر طيورها والرأفة عبر ظلالها، والجمال عبر أزهارها، والعنفوان عبر قاماتها والتضحية عبر أحطابها والكرامة عبر موتها واقفة .